٢٤٤
سورة الزخرف ٣٢
" وقالوا " يعني أهل مكة " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " يعني على رجل عظيم من رجلي القريتين وهو الوليد بن المغيرة من أهل مكة وأبو مسعود الثقفي بالطائف يعني لو كان حقا لأنزل على أحد هذين الرجلين
وروى وكيع عن محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي عن خالد بن عبيد الله بن يزيد قال كنت جالسا عند عبد الله بن عباس بالطائف فسأله رجل عن هذه الآية وهي قوله " من القريتين عظيم " فقال القرية التي أنت فيها يعني الطائف
والقرية التي جئت منها يعني مكة
وسئل عن الرجلين فقال جبار من جبابرة قريش وهو الوليد بن المغيرة بمكة وعروة بن مسعود جد المختار يعني أبا مسعود يقال اسمه عمرو بن عمير
ثم قال تعالى " أهم يقسمون رحمة ربك " يعني أبأيديهم مفاتيح الرسالة والنبوة فيضعونها حيث شاؤوا وإلا كما نختار للرسالة من نشاء من عبادنا " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " يعني نحن قسمنا أرزاقهم فيما بينهم وهو أدنى من الرسالة فلم نترك اختيارها إليهم فكيف نفوض اختيار ما هو أفضل منه وأعظم وهو الرسالة إليهم
ثم قال " ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " يعني فضلنا بعضهم على بعض بالمال في الدنيا
" ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " يعني الاستهزاء ويقال فضل بعضهم على بعض في العز والرياسة فيخدم بعضهم بعضا ويستعبد الأحرار العبيد ثم أخبر أن الآخرة أفضل مما أعطوا في الدنيا
فقال " ورحمة ربك خير مما يجمعون " يعني خير مما يجمع الكفار من المال في الدنيا
سورة الزخرف ٣٣ - ٣٥
قوله عز وجل " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة " يقول لولا أن يرغب الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة المال
وقال الحسن لولا أن يتتابعوا في الكفر
" لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة " وهي سماء البيت " ومعارج عليها " يعني الدرج عليها " يظهرون " يعني يرتقون ويرتفعون
وقال الزجاج يصلح أن يكون لبيوتهم بدلا من قوله