٢٤٨
يعني ضعيفا ذليلا " ولا يكاد يبين " يعني لا يكاد يعبر حجة
ويقال معناه ألا تنظرون إلى فصاحتي وإلى عي كلام موسى
ثم قال " فلولا ألقي عليه " يعني هلا أعطي " أسورة من ذهب " يعني لو كان حقا وكان رسولا كما يقول لأعطي له المال فيكون حاله خيرا من هذا وكان آل فرعون يلبسون الأساور
قرأ عاصم في رواية حفص ( أسورة ) بغير ألف والباقون ( أساورة ) فمن قرأ " أسورة " فهو جمع السوار ومن قرأ " أساورة " فهو جمع الجمع
ويقال أساور جمع سوار
ثم قال " أو جاء معه الملائكة مقترنين " يعني لو كان حقا لأتته الملائكة متتابعين فصدقوه على مقالته ويقال " مقترنين " أي متعاونين " فاستخف قومه " يعني فاستذل قومه " فأطاعوه " يعني حملهم على الخفة فانقادوا له " إنهم كانوا قوما فاسقين " يعني كافرين عاصين
وذلك أن فرعون قال لهم ما أريكم إلا ما أرى فأطاعوه على تكذيب موسى عليه السلام " إنهم كانوا قوما فاسقين " يعني ناقضي العهد
قوله تعالى " فلما آسفونا انتقمنا " يعني أغضبونا
قال أهل اللغة الأسف الغضب
وروى معمر عن سماك بن الفضل
قال كنا عند عروة بن محمد وعنده وهب بن منبه فجاء قوم فشكوا عاملهم وأثبتوا على ذلك فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى أدماه فاستهابها عروة وكان حليما قال يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب فقال وهب وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام إن الله تعالى يقول " فلما آسفونا انتقمنا منهم " يعني أغضبونا
ويقال " فلما آسفونا " يعني وجب عليهم عذابنا " انتقمنا منهم " يعني أهلكناهم " فأغرقناهم أجمعين " يعني لم نبق منهم أحدا
قوله تعالى " فجعلناهم سلفا " قال مجاهد يعني كفار قوم فرعون " سلفا " لكفار مكة أمة محمد ﷺ وقال قتادة جعلناهم سلفا إلى النار
قرأ حمزة والكسائي ( سلفا ) بالضم والباقون ( سلفا ) بنصب السين واللام
فمن قرأ بالنصب فمعناه جعلناهم سلفا متقدمين ليتعظ بهم الآخرون
ومن قرأ بالضم فهو جمع سليف أي جمع قد مضى
ويقال سلفا واحدها سلفة من الناس أي قطعة " ومثلا للآخرين " يعني عبرة لمن بعدهم
سورة الزخرف ٥٧ - ٦٢
قوله تعالى " ولما ضرب ابن مريم مثلا " يعني وصف ابن مريم شبها " إذا قومك منه