٢٥٠
يعني لا يضلنكم الشيطان عن طريق الهدى " إنه لكم عدو مبين " ظاهر العداوة
سورة الزخرف ٦٣ - ٦٧
قوله تعالى " ولما جاء عيسى بالبينات " يعني بالآيات والعلامات وهو إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص
ويقال " بالبينات " يعني بالإنجيل " قال قد جئتكم بالحكمة " يعني بالنبوة " ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه " قال بعضهم يعني كل الذي تختلفون فيه
وقال بعضهم معناه لأبين تحليل بعض الذي تختلفون فيه
كقوله " ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم " [ آل عمران ٥٠ ] وكانوا في ذلك التحريم مختلفين فمصدق ومكذب " فاتقوا الله وأطيعون " فيما آمركم به من التوحيد
قوله تعالى " إن الله هو ربي وربكم " يعني خالقي وخالقكم " فاعبدوه " يعني وحدوه وأطيعوه " هذا صراط مستقيم " يعني دين الإسلام " فاختلف الأحزاب من بينهم " أي تفرقوا في أمر عيسى وهم النسطورية والماريعقوبية والملكانية وقد ذكرناه من قبل
ويقال الأحزاب تحزبوا وتفرقوا في أمر عيسى وهم اليهود فقالوا فيه قولا عظيما وفي أمه
فقالوا إنه ساحر
ويقال اختلفوا في قتله " فويل للذين ظلموا " يعني أشركوا " من عذاب يوم أليم " يعني عذاب يوم شديد
قوله تعالى " هل ينظرون إلا الساعة " يعني ما ينظرون إذا لم يؤمنوا إلا أن تأتيهم الساعة " أن تأتيهم بغتة " يعني فجأة " وهم لا يشعرون " بقيامها
قوله تعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو " قال مجاهد الأخلاء في معصية الله تعالى في الدنيا يومئذ متعادين في الآخرة " إلا المتقين " الموحدين
قال مقاتل نزلت في أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط
وقال الكلبي كل خليل في غير طاعة الله فهو عدو لخليله
وروى عبيد بن عمير
قال كان لرجل ثلاثة أخلاء بعضهم أخص به من بعض فنزلت به نازلة فلقي أخص الثلاثة فقال يا فلان إنه قد نزل في كذا وكذا وإني أحب أن تعينني
فقال له ما أنا بالذي أعينك ولا أنفعك فانطلق إلى الذي يليه
فقال له أنا معك حتى أبلغ المكان الذي تريده ثم رجعت وتركتك
فانطلق إلى الثالث فقال له أنا معك حيثما دخلت
قال فالأول ماله والثاني أهله وعشيرته والثالث عمله
وروى أبو إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن قوله " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " فقال خليلان مؤمنان وخليلان كافران فتوفي أحد المؤمنين