٢٦
قوله عز وجل " ومن يسلم وجهه إلى الله " أي يخلص دينه
ويقال يخلص عمله لله " وهو محسن " يعني موحد
ويقال ذكر الوجه وأراد به هو يعني ومن أخلص نفسه لله عز وجل بالتوحيد وبأعمال نفسه وهو محسن في عمله
قرأ عبد الرحمن السلمي " ومن يسلم " بنصب السين وتشديد اللام من سلم يسلم
وقراءة العامة " ومن يسلم " بجزم السين وتخفيف اللام من سلم يسلم " فقد استمسك بالعروة الوثقى " يعني قد أخذ بالثقة " وإلى الله عاقبة الأمور " يعني إليه مرجع وعواقب الأمور
ويقال مصير العباد إليه فيجازيهم بأعمالهم.
قوله عز وجل " ومن كفر فلا يحزنك كفره " وذلك أنهم لما كذبوا بالقرآن وقالوا إنه يقول من تلقاء نفسه شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنزل " ومن كفر " بالقرآن " فلا يحزنك كفره " " إلينا مرجعهم " يعني إلينا مصيرهم " فننبئهم بما عملوا " يعني يجازيهم بجحودهم " إن الله عليم بذات الصدور " بما في قلبك من الحزن مما قالوا
وقال الكلبي " إن الله عليم بذات الصدور " من خير أو شر
ثم قال عز وجل " نمتعهم قليلا " يعني يسيرا في الدنيا فكل ما هو فان فهو قليل " ثم نضطرهم " يعني نلجئهم " إلى عذاب غليظ " يعني شديد لا يفتر عنهم
قوله عز وجل " ولئن سألتهم " يعني الكفار " من خلق السموات والأرض ليقولون الله قل الحمد لله " على إقراركم " بل أكثرهم " يعني الكفار " لا يعلمون " يعني لا يصدقون
سورة لقمان ٢٦ - ٢٨
ثم قال عز وجل " لله ما في السموات والأرض " من الخلق " إن الله هو الغني " عن عبادة خلقه " الحميد " في فعاله
ويقال حميد أي محمود يعني يحمد ويشكر
قوله عز وجل " ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام " الآية
قال قتادة ذلك أن المشركين قالوا هذا كلام يوشك أن ينفد وينقطع
فنزل قوله تعالى " ولو أن ما في الأرض " الآية
قال ابن عباس في رواية أبي صالح إن اليهود أعداء الله
سألوا رسول الله ﷺ عن الروح فنزل " قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلى قليلا " [ الإسراء ٨٥ ] قالوا كيف تقول هذا وأنت تزعم أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا
فكيف يجتمع علم قليل وخير كثير فنزل " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام " يقول لو أن تبرى الشجر وتجعل أقلاما " والبحر يمده من بعده سبعة أبحر " تكون كلها مدادا يكتب بها علم الله عز وجل لانكسرت الأقلام ولنفد المداد ولم ينفد علم الله تعالى فما أعطاكم الله من العلم قليل فيما عنده من العلم
قرأ أبو عمرو " والبحر يمده " بنصب الراء وقرأ الباقون بالضم
فمن قرأ بالنصب نصبه لأن معناه ولو أن ما في الأرض ولو أن البحر يمده
ومن قرأ بالضم فهو على
الاستئناف " والبحر


الصفحة التالية
Icon