٢٧
يمده ) يعني أمد إلى كل بحر مثله ما نفدت " ما نفدت كلمات الله " يعني علمه وعجائبه
ويقال معاني كلمات الله
لأن لكل آية ولكل كلمة من المعاني ما لا يدرك ولا يحصى
ويقال " ما نفدت كلمات الله " لأن كلمات الله لا تدرك ما تكلم به في الأزل
ثم قال " إن الله عزيز " بالنقمة على الكافر " حكيم " حكم أنه ليس لعلمه غاية وأن العلم للخلق غاية
ثم قال عز وجل " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " قال مقاتل نزلت في أبي بن خلف وابني أسد منبه ونبيه كلاهما ابني أسد قالوا إن الله عز وجل خلقنا أطوارا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم يقول إنه نبعث في ساعة واحدة فقال الله عز وجل " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " أيها الناس جميعا
يقال ههنا مضمر
فكأنه يقول إلا كخلق نفس واحدة وكبعث نفس واحدة
ويقال معناه قدرته على بعث الخلق أجمعين وعلى خلق الخلق أجمعين كقدرته على خلق نفس واحدة
ويقال " إلا كنفس واحدة " أي إلا كخلق آدم عليه السلام
ثم قال " إن الله سميع " لمقالتهم " بصير " بهم
سورة لقمان ٢٩ - ٣٢
قوله عز وجل " ألم تر أن الله يولج الليل في النهار " يعني انتقاص كل واحد منها بصاحبه
ويقال يدخل الليل في النهار والنهار في الليل " وسخر الشمس والقمر " يعني وذللهما لبني آدم " كل يجري لأجل مسمى " يعني يجريان في السماء إلى يوم القيامة وهو الأجل المسمى
ويقال يجري كل واحد منهما إلى أجله في الغروب حتى ينتهى إلى وقت نهايته " وأن الله بما تعملون خبير "
روي عن أبي عمرو في إحدى الروايتين أنه قرأ " يعملون " بالياء بلفظ المغايبة وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة
ثم قال عز وجل " ذلك " يعني هذا الذي ذكر من صنع الله عز وجل في النهار والليل والشمس والقمر " بأن الله هو الحق " يعني ليعلموا أن الله هو الحق وأن عبادته هي الحق " وأن ما يدعون من دونه الباطل " يعني أن ما تدعون من دون الله عز وجل من الآلهة لا يقدرون على شيء من ذلك يعني لا تنفعك عبادتها
قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم في رواية