٢٦١
ثم وصف حال المؤمنين في الآخرة فقال تعالى " إن المتقين في مقام أمين " يعني في منازل حسنة آمنين من العذاب
قرأ نافع وابن عامر " في مقام " بضم الميم والباقون بالنصب
فمن قرأ بالنصب يعني المكان والموضع ومن قرأ بالضم يعني الإقامة " في جنات وعيون " يعني في بساتين وأنهار جارية " يلبسون من سندس " يعني ما لطف من الديباج " وإستبرق " يعني ما ثخن منه " متقابلين " يعني متواجهين كما قال في آية أخرى " إخوانا على سرر متقابلين " [ الحجر ٤٧ ] ثم قال " كذلك " يعني هكذا كما ذكرت لهم في الجنة
ثم قال عز وجل " وزوجناهم بحور عين " يعني بيض الوجوه حسان الأعين " يدعون فيها بكل فاكهة آمنين " يعني ما يتمنون من الفواكه " آمنين " من الموت
ويقال " آمنين " مما يلقى أهل النار " لا يذوقون فيها الموت " يعني في الجنة " إلا الموتة الأولى " يعني سوى ما قضى عليهم من الموتة الأولى في الدنيا " ووقاهم عذاب الجحيم " يعني يصرف عنهم عذاب النار
قوله تعالى " فضلا من ربك " يعني هذا الثواب عطاء من ربك للمؤمنين المخلصين " ذلك هو الفوز العظيم " يعني النجاة الوافرة " فإنما يسرناه بلسانك " يعني هونا قراءة القرآن على لسانك لكي تقرأه وتخبرهم بذلك " لعلهم يتذكرون " يعني يتعظون بالقرآن " فارتقب " يعني انتظر لهلاكهم " إنهم مرتقبون " يعني منتظرون هلاكك ويقال انتظر النصرة وإظهار دينك وهلاكهم إن لم يصدقوك " إنهم مرتبون " يعني منتظرون
روي يعلى بن عبيدة عن إسماعيل عن عبد الله بن عيسى قال أخبرت أنه من قرأ ليلة الجمعة سورة الدخان إيمانا واحتسابا وتصديقا أصبح مغفورا له والله أعلم
و ﷺ على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وعترته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما دائما