٢٦٢
سورة الجاثية
مكية وهي ثلاثون وسبع آيات
سورة الجاثية ١ - ٦
قوله تبارك وتعالى " حم تنزيل الكتاب " يعني هذا الكتاب تنزيل " من الله العزيز الحكيم " وقد ذكرناه
" إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين " يعني لعبرات للمؤمنين في خلقهن
ويقال معناه أن ما في السموات من الشمس والقمر والنجوم وفي الأرض من الجبال والأشجار والأنهار وغيرها من العجائب لعبرات ودلائل واضحات للمؤمنين
يعني للمقرين المصدقين ويقال " للمؤمنين " يعني لمن أراد أن يؤمن ويتقي الشرك
قوله عز وجل " وفي خلقكم وما يبث من دابة " يعني وفيما خلق من الدواب " آيات لقوم يوقنون " يعني عبرات ودلائل لمن كان له يقين
قرأ حمزة والكسائي " آيات " بالكسر والباقون بالضم
وكذلك الاختلاف في الذي بعده
فمن قرأ بالكسر فإن المعنى إن في خلقكم آيات لقوم يوقنون فهو في موضع النصب إلا أن هذه التاء تصير خفضا في موضع النصب وإنما أضمر فيه إن لأن قوله " إن في السموات والأرض لآيات " في موضع النصب فكذلك في الثاني معناه إن في خلقكم آيات
ومن قرأ بالضم فهو على الاستئناف على معنى وفي خلقكم آيات
قوله عز وجل " واختلاف الليل والنهار " يعني في اختلاف الليل والنهار في سواد الليل وبياض النهار يعني في اختلاف ألوانهما وذهاب الليل ومجيء النهار " آيات لقوم يعقلون " لمن كان له ذهن الإنسانية " وما أنزل الله من السماء من رزق " وهو المطر " فأحيا به الأرض بعد موتها " يعني بعد يبسها وقحطها " وتصريف الرياح " مرة رحمة ومرة عذابا
ويقال مرة جنوبا ومرة شمالا
ثم قال " تلك آيات الله " يعني هذه دلائل الله وعلامة وحدانيته " نتلوها عليك بالحق " يعني يقرأ عليك جبريل من القرآن بأمر الله " فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون " قال مقاتل