٢٧١
تعالى أمركم بعبادة الأوثان
قرأ الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي " أو أثرة من علم "
قال القتبي هو اسم مبني على فعلة من ذلك والأول فعالة والأثرة التذكرة ومنه يقال فلان يأثر الحديث أي يخبره
وقال قتادة " أو أثارة " يعني خاصة من علم ويقال " أو أثارة من علم " يؤثر عن الأنبياء والعلماء " إن كنتم صادقين " فلما قال لهم ذلك سكتوا
قوله تعالى " ومن أضل ممن يدعو من دون الله " يعني من أشد كفرا ممن " يدعو من دون الله " يعني آلهة " من لا يستجيب له إلى يوم القيامة " يعني لا يجيبه وإن دعاه إلى يوم القيامة " وهم عن دعائهم غافلون " يعني عن عبادتهم
ثم بين إجابتهم وحالهم يوم القيامة فقال تعالى " وإذا حشر الناس " يعني إلى البعث " كانوا لهم أعداء " يعني صارت الآلهة أعداء لمن عبدهم " وكانوا بعبادتهم كافرين " يعني جاحدين ويتبرؤون منهم " وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات " يعني تقرأ عليهم آياتنا واضحات فيها الحلال والحرام
ويقال " بينات " فيها دلائل واضحات " قال الذين كفروا للحق " يعني للقرآن " لما جاءهم هذا سحر مبين " أي حين جاءهم هذا سحر بين
سورة الأحقاف ٨ - ١٠
قوله عز وجل " أم يقولون افتراه " يعني اختلقه من ذات نفسه " قل إن افتريته " يعني اختلقته من تلقاء نفسي يعذبني الله تعالى عليه
" فلا تملكون لي من الله شيئا " يعني لا تقدرون أن تمنعوا عذاب الله عني " هو أعلم بما تفيضون فيه " يعني تخوضون فيه من الكذب في القرآن " كفى به شهيدا " يعني كفى بالله عالما " بيني وبينكم " ويقال " تفيضون " أي تقولون ثم قال " وهو الغفور الرحيم " يعني " الغفور " لمن تاب " الرحيم " بهم
قوله تعالى " قل ما كنت بدعا من الرسل " يعني ما أنا أول رسول بعث " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " يعني يرحمني وإياكم أو يعذبني وإياكم
وقال الحسن في قوله " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " يعني في الدنيا
وقال الكلبي وذلك أنه رأى في المنام أنه أخرج إلى أرض ذات نخل وشجر فأخبر أصحابه فظنوا أنه وحي أوحي إليه فاستبشروا فمكثوا بذلك ما شاء فلم يروا شيئا مما قال لهم فقالوا يا رسول الله ما رأينا الذي قلت لنا فقال ( إنما كان رؤيا رأيتها ولم يأت وحي من السماء وما أدري أيكون ذلك أو لا يكون ) فنزل قوله " قل ما كنت بدعا من الرسل " يعني ما كنت أولهم وقد بعث قبلي رسل كثير


الصفحة التالية
Icon