٢٧٢
( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) " إن أتبع إلا ما يوحى إلي " ويقال ما أدري ما يفعل بي ولا بكم يرحمني وإياكم أو يعذبني وإياكم
فقالوا للنبي ﷺ إذا لا فرق بيننا وبينك كما نحن لا ندري ما يفعل بنا ولا تدري ما يفعل بك
وقد عير المشركون المسلمين فقالوا " إن تتبعون إلا رجلا مسحورا " [ الإسراء ٤٧ ] لا يدري ما يفعل به فأنزل الله تبارك وتعالى " تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك " [ الفرقان ١٠ ] فلما قدم النبي ﷺ المدينة نزل عليه " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " [ الفتح ٢٠ ] وقد نسخت هذه الآية " إن تتبعون إلا رجلا مسحورا " [ الإسراء ٤٧ ]
ثم قال تعالى " وما أنا إلا نذير مبين " يعني مخوفا مفقها لكم بلغة تعرفونها
قوله تعالى " قل أرأيتم إن كان من عند الله " يعني إن كان القرآن من عند الله تعالى " وكفرتم به " يعني جحدتم بالقرآن " وشهد شاهد من بني إسرائيل " قال مجاهد وعكرمة وقتادة هو عبد الله بن سلام
وروى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول ( لا يشهد لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام ) وفيه نزلت " وشهد شاهد من بني إسرائيل " " على مثله " ويقال " وشهد شاهد " يعني ابن بنيامين مثل شهادة عبد الله بن سلام وكان ابن أخ عبد الله بن سلام يشهد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
وروى وكيع عن ابن عون قال ذكر عند الشعبي " وشهد شاهد من بني إسرائيل " أنه عبد الله بن سلام
فقال الشعبي وكيف يكون عبد الله بن سلام هو الشاهد وهذه السورة مكية وكان ابن سلام بالمدينة قال ابن عون صدق الشعبي إن تلك السورة نزلت بمكة ولكن هذه الآية نزلت بالمدينة فوضعت في هذه السورة
وروى داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال والله ما هو عبد الله بن سلام ولقد أنزلت بمكة فخاصم به النبي ﷺ الذين كفروا من أهل مكة أن التوراة مثل القرآن وموسى مثل محمد ﷺ وكل مؤمن بالتوراة فهو شاهد من بني إسرائيل
ثم قال " فآمن واستكبرتم " يعني تكبرتم وتعاظمتم عن الإيمان " إن الله لا يهدي القوم الظالمين " يعني الكافرين
سورة الأحقاف ١١ - ١٤
قوله عز وجل " وقال الذين كفروا للذين آمنوا " يعني قال رؤساء المشركين لضعفاء