٢٧٣
المسلمين " لو كان خيرا " يعني لو كان هذا الدين حقا " ما سبقونا إليه " وقال قتادة قال أناس من المشركين نحن أعز ونحن أغنى ونحن أكرم فلو كان خيرا لما سبقنا إليه فلان وفلان
قال الله تعالى " يختص برحمته من يشاء " [ البقرة ١٠٥ وآل عمران ٧٤ ] يعني يختار لدينه من كان أهلا لذلك " وإذ لم يهتدوا به " يعني لم يؤمنوا بهذا
أي بالقرآن كما اهتدى به أصحاب النبي ﷺ " فسيقولون هذا إفك قديم " يعني القرآن كذب قديم أي من محمد صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى " ومن قبله كتاب موسى " يعني قد أنزل قبل هذا القرآن الكتاب على موسى يعني التوراة " إماما " يقتدى به " ورحمة " من العذاب لمن آمن به " وهذا كتاب مصدق " يعني وأنزل إليك هذا الكتاب مصدق للكتب التي قبله " لسانا عربيا " بلغتكم لتفهموا ما فيه " لينذر الذين ظلموا " يعني مشركي مكة
وقرا نافع وابن عامر " لتنذر " بالتاء على معنى المخاطبة يعني لتنذر أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم
والباقون بالياء على معنى الأخبار عنه يعني ليخوف محمد ﷺ بالقرآن " وبشرى للمحسنين " يعني بشارة بالجنة للموحدين ويقال معناه هو " بشرى للحسنين " يعني بشارة للموحدين بالجنة
ثم قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون " وقد ذكرناه
سورة الأحقاف ١٥ - ١٦
ثم قال الله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا " يعني أمرنا الإنسان بالإحسان إلى والديه
قال مقاتل والكلبي نزلت الآية في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويقال هذا أمر عام لجميع الناس
قرأ حمزة والكسائي وعاصم " إحسانا " بالألف ومعناه أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا
والباقون " حسنا " بغير ألف فجعلوه اسما وأقاموه مقام الإحسان
ثم ذكر حق الوالدين فقال " حملته أمه كرها ووضعته كرها " يعني في مشقة " وحمله وفصاله " يعني حمله في بطن أمه وصاله ورضاعه " ثلاثون شهرا " وروى وكيع بإسناده عن علي رضي الله عنه قال إن رجلا قال له إني تزوجت جارية سليمة بكرا لم أر منها ريبة وإنها ولدت لستة أشهر
فقرأ علي " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " [ البقرة ٢٣٣ ] وقرأ " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " فالحمل ستة أشهر والرضاع سنتين والولد ولدك
وقال وكيع هذا أصل إذا جاءت بولد دون ستة أشهر لم يلزمه فيفرق بينهما