٢٧٤
ثم قال " حتى إذا بلغ أشده " يعني بلغ ثلاثون وثلاثا وثلاثين " وبلغ أربعين سنة " صدق بالنبي ﷺ يعني أبا بكر " قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك " يعني ألهمني ما أؤدي به شكر نعمتك وما أوزعت به نفسي أن أكفها عن كفران نعمتك وأصله من وزعته أي دفعته " قال رب أوزعني أن أشكر " يعني أن أؤدي به شكر نعمتك " التي أنعمت علي وعلى والدي " بالإسلام " وأن أعمل صالحا ترضاه " يعني تقبله " وأصلح لي في ذريتي " يعني أكرمهم بالتوحيد
ويقال اجعلهم أولادا صالحين مسلمين فأسلموا كلهم
ثم قال " إني تبت إليك " يعني أقبلت إليك بالتوبة " وإني من المسلمين " يعني المخلصين الموحدين على دينهم
قوله تعالى " أولئك " يعني أهل هذه الصفة
يعني أبا بكر ووالديه وذريته ومن كان في مثل حالهم " والذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا " يعني ستجزيهم بإحسانهم
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص
" نتقبل " بالنون " ونتجاوز " بالنون والباقون بالياء والضم
فمن قرأ بالنون فهو على معنى الإضافة إلى نفسه يعني نتقبل نحن والنصب أحسن لوقوع الفعل عليه
ومن قرأ بالياء والضم فهو على معنى فعل ما لم يسم فاعله ولهذا رفع قوله ( أحسن ) لأنه مفعول ما لم يسم فاعله
ثم قال " ونتجاوز عن سيئاتهم " يعني ما فعلوا قبل التوبة فلا يعاقبون عليها " في أصحاب الجنة " يعني هم مع أصحاب الجنة
وروى أبو معاوية عن عاصم الأحول عن الحسن قال " من يعمل سوءا يجز به " إنما ذلك لمن أراد الله هوانه وأما من أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة
ثم قال " وعد الصدق " يعني وعد الصدق في الجنة
قوله " الذي كانوا يوعدون "
سورة الأحقاف ١٧ - ٢٠
قوله عز وجل " والذي قال لوالديه أف لكما " يعني عبد الرحمن بن أبي بكر قال لوالديه أف لكما يعني قذرا لكما وهو الرديء من الكلام وقد ذكرنا الاختلاف في موضع آخر وقد قرئ على سبع قراءات بالكسر والنصب والضم وكل قراءة تكون بالتنوين وبغير تنوين فتلك ست قراءات والسابع " أف " بالسكون " أتعدانني أن أخرج " يعني أن أبعث بعد


الصفحة التالية
Icon