٢٧٩
من بعد موسى ) يعني أنزل على النبي ﷺ " مصدقا لما بين يديه " يعني موافقا لما قبله من الكتب " يهدي إلى الحق " يعني يدعو إلى توحيد الله تعالى من الشرك كما هو في سائر الكتب " وإلى طريق مستقيم " لا عوج فيه يعني دين الله تعالى وهو الإسلام
" يا قومنا أجيبوا داعي الله " يعني النبي ﷺ " وآمنوا به " يعني صدقوا به وبكتابه " يغفر لكم من ذنوبكم " و " من " صلة في الكلام يعني يغفر لكم ذنوبكم إن آمنتم وصدقتم
" ويجزكم من عذاب أليم " يعني يؤمنكم من عذاب النار " ومن لا يجب داعي الله " يعني من لم يجب رسول الله ﷺ بما يدعو إليه من الإيمان " فليس بمعجز في الأرض " يعني لا يستطيع أن يهرب في الأرض من عذاب الله تعالى
ويقال معناه فلن يجد الله عاجزا عن طلبه " وليس له من دونه أولياء " يعني ليس له أنصار يمنعونه مما نزل به من العذاب " أولئك في ضلال مبين " يعني في خطأ بين
وذكر في الخبر أنهم لما أنذروهم وخوفوهم جاء جماعة منهم إلى النبي ﷺ بمكة فلقيهم بالبطحاء فقرأ عليهم القرآن فأمرهم ونهاهم وكان معه عبد الله بن مسعود وخط له النبي ﷺ خطا وقال له ( لا تخرج من هذا الخط فإنك إن خرجت لن تراني إلى يوم القيامة ) فلما رجع إليه قال يا نبي الله سمعت هدتين أي صوتين فقال النبي ﷺ " أما إحداهما فإني سلمت عليهم فردوا علي السلام وأما الثانية فإنهم سألوا الرزق فأعطيتهم عظما رزقا لهم وأعطيتهم روثا رزقا لدوابهم "
سورة الأحقاف ٣٣ - ٣٥
ثم قال تعالى " أو لم يروا " يعني أو لم يعتبروا ولم يتفكروا
ويقال أو لم يخبروا " أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر " على أن يحيى الموتى لأنهم كانوا مقرين بأن الله تعالى هو الذي خلق السموات والأرض وكانوا منكرين للبعث بعد مماتهم فأخبرهم الله تعالى بأن الذي كان قادرا على خلق السموات والأرض قادر على إحيائهم بعد الموت ويقال " ولم يعي بخلقهن " يعني لم يعييه خلق السماوات والأرض
ثم قال " بلى " يعني هو قادر على البعث " إنه على كل شيء قدير " من الإحياء والبعث
قوله تعالى " ويوم يعرض الذين كفروا على النار " يعني يكشف الغطاء عنها ويقال