٢٨٣
لأن في رد الأسير إلى دار الحرب قوة لهم في الحرب
فيكره ذلك كما يكره أن يحمل إليهم السلاح للبيع
ثم قال " حتى تضع الحرب أوزارها " روي عن ابن عباس أنه قال حتى بترك الكفار إشرارها ويوحدوا الرب تبارك وتعالى حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم يعني في ذمة المسلمين يعني الذين يعطون الجزية
وعن سعيد بن جبير قال " حتى تضع الحرب أوزارها " قال خروج عيسى عليه السلام يكسر الصليب فيلقى الذئب الغنم فلا يأخذها ولا تكون عداوة بين اثنين وهكذا قال مجاهد
وقال مقاتل " حتى تضع الحرب أوزارها " يعني في مكان يقاتل سماهم حربا
يعني الشرك وتوحدوا الرب وقال القتبي " حتى تضع الحرب " يعني حتى يضع أهل الحرب السلاح وقال قتادة " حتى تضع الحرب أوزارها " يعني في كل مكان تقاتل سماهم حربا
ثم قال عز وجل " ذلك " يعني افعلوا ذلك ثم استأنف فقال " ولو يشاء الله لانتصر منهم " بغير قتال يعني يهلكهم " ولكن ليبلو بعضكم ببعض " يعني لم يهلكهم لكي يختبرهم بالقتال حتى يتبين فضلهم ويستوجبوا الثواب
ثم قال " والذين قتلوا في سبيل الله " يعني جاهدوا عدوهم في طاعة الله تعالى " فلن يضل أعمالهم " يعني لن يبطل ثواب أعمالهم
قرأ أبو عمرو ( والذين قتلوا ) بضم القاف بغير ألف وهكذا روي عن عاصم في إحدى الروايتين يعني الذين قتلوا يوم أحد ويوم بدر وفي سائر الحروب
وقرأ الباقون " والذين قاتلوا في سبيل الله " بالنصب يعني جاهدوا الكفار وحاربوهم
ثم قال " سيهديهم " يعني يجنبهم من أهوال الآخرة ويقال " سيهديهم " يعني يثبتهم على الهدى " ويصلح بالهم " وقد ذكرناه
" ويدخلهم الجنة " في الآخرة " عرفها لهم " يعني هداهم الله تعالى إلى منازلهم
وروى أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ أنه قال ( إذا أذن لأهل الجنة في دخولها لأحدهم أهدى أي أعرف بمنزله في الجنة من بمنزله الذي كان في الدنيا ) وعن ابن مسعود أنه قال ما أشبههم إلا أهل الجمعة حين انصرفوا من جمعتهم
يعني إن كل واحد منهم يهتدي إلى منزله
وقال الزجاج في قوله " سيهديهم ويصلح بالهم " أي يصلح لهم أمر معايشهم في الدنيا مع ما يجازيهم في الآخرة
وهذا كما قال تعالى " استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا " [ نوح ١٠، ١١ ] الآية
ويقال " عرفها لهم " أي طيبها لهم
يقال طعام معرف أي مطيب