٣٠٨
للتقوى ) يعني أخلص الله عز وجل قلوبهم
ويقال أصفى الله عز وجل قلوبهم من المعصية للتقوى يعني يجعل قلوبهم موضعا للتقوى " لهم مغفرة " لذنوبهم " وأجر عظيم " أي ثواب وافر يعني في الجنة يعني يجعل ثوابهم في الدنيا أن يخلص قلوبهم للتقوى وفي الآخرة أجر عظيم
سورة الحجرات ٤ - ٨
وقوله عز وجل " إن الذي ينادونك من رواء الحجرات " فالحجرات جمع حجرة يقال حجرة وحجرات مثل ظلمة وظلمات
وقرئ في الشاذ الحجرات بنصب الجيم
وقرأه العامة بالضم ومعناهما واحد
نزلت الآية في شأن نفر من بني تميم وذلك أن النبي ﷺ بعث أسامة بن زيد فانتهى إلى قبيلة وكانت تسمى بني العنبر فأغار عليهم وسبى ذراريهم فجاء جماعة منهم ليشتروا أسراهم أو يفدوهم فنادوه وكان وقت الظهيرة وكان النبي ﷺ في الحجرة
فنادوه من وراء الحجرة وكان لأزواج النبي ﷺ حجرات فلما خرج النبي ﷺ كلموه في أمر الذراري فقال لواحد منهم ( أحكم )
فقال حكمت أن تخلي نصف الأسارى وتبيع النصف منا
ففعل النبي صلى الله عليه وسلم
فنزلت الآية " إن الذين ينادونك من رواء الحجرات " " أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم " لأنهم لو لم ينادوه لكان يعتقهم كلهم
وروى معمر عن قتادة أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ فناداه من وراء الحجرات فقال يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين فخرج النبي ﷺ فقال ( ويلك ذلك الله عز وجل )
فنزل " إن الذي ينادونك " الآية
ثم قال عز وجل " والله غفور " يعني " غفور " لمن تاب " رحيم " بهم بعد التوبة
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ " الآية
نزلت في الوليد بن عقبة بعثه رسول الله ﷺ إلى بني المصطلق ليقبض الصدقات فخرجوا إليه ليبجلوه ويعظموه فخشي منهم لأنه كان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية
فرجع إلى النبي ﷺ وقال خرجوا إلي


الصفحة التالية
Icon