٣١٦
سورة ق ٣ - ٦
قوله عز وجل " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم " يعني من أهل مكة " فقال الكافرون هذا شيء عجيب " يعني أمرا عجيبا أن يكون محمد رسولا وهو من نسبهم
قوله تعالى " أئذا متنا وكنا ترابا " بعد الموت نجدد بعدما متنا نصير خلقا جديدا " ذلك رجع بعيد " أي رد طويل لا يكون أبدا
يقال رجع يرجع رجعا إذا رجعه غيره ورجع يرجع رجوعا إذا رجع بنفسه كقوله صد يصد صدودا وصد يصد صدا " ذلك رجع بعيد " أي ذلك صرف بعيد
قوله تعالى " قد علمنا ما تنقص الأرض منهم " يعني ما تأكل الأرض من لحومهم وعروقهم وما بقي منهم
ويقال تأكل الأرض جميع البدن إلا العصعص وهو عجب الذنب وذلك العظم آخر ما يبقى من البدن
فأول ما يعود ذلك العظم ويركب عليه سائر البدن " وعندنا كتاب حفيظ " يعني اللوح المحفوظ
قوله عز وجل " بل كذبوا بالحق " يعني كذبوا بالقرآن وبمحمد ﷺ والبعث
" لما جاءهم " أي حين جاءهم " فهم " يعني قريشا " في أمر مريج " يعني في قول مختلف ملتبس
والمريج أن يقلق الشيء فلا يستقر ويقال مرج الخاتم في يدي مرجا إذا قلق للهزال
وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال " فهم في أمر مريج " يقال من ترك الحق
أمرج عليه رأيه والتبس عليه دينه
ثم دلهم على قدرته على بعثهم بعد الموت بعظيم خلقه الذي يدل على وحدانيته فقال " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها " بغير عمد " وزيناها " بالكواكب " وما لها من فروج " يعني شقوق وصدوع وخلل
سورة ق ٧ - ١١
قوله تعالى " والأرض مددناها " يعني بسطناها مسير خمسمائة عام من تحت الكعبة " وألقينا فيها رواسي " يعني الجبال الثوابت
" وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج " يعني حسن طيب من الثمار والنبات
قوله تعالى " تبصرة " يعني في هذا الذي ذكره من خلقه " تبصرة " لتبصروا به


الصفحة التالية
Icon