٣١٧
ويقال عبرة
" وذكرى " يعني تفكرا وعظة
" لكل عبد منيب " يعني مخلص بالتوحيد
ويقال راجع إلى ربه
قوله تعالى " ونزلنا من السماء ماء مباركا " يعني المطر فيه البركة حياة لكل شيء " فأنبتنا به جنات " يعني البساتين " وحب الحصيد " يعني ما يخرج من سنبله
ويقال ما يحصد وما لا يحصد كل ما كان له حب ويقال هي الحبوب التي تحصد
قوله عز وجل " والنخل باسقات " يعني الطوال " لها طلع " يعني الكفري " نضيد " يعني مجتمع
نضد بعضه على بعض
ويقال ثمر منضود إذا كان متراكبا بعضه على بعض
ويقال إنما يسمى نضيدا ما كان في الغلاف " رزقا للعباد " يعني جعلناه طعاما للخلق
يعني الحبوب والثمر
" وأحيينا به " يعني بالماء " بلدة ميتا " إذا لم يكن فيها نبات فهذا كله صفات بركة المطر
ثم قال " كذلك الخروج " يعني هكذا الخروج من القبر
كما أحييت الأرض الميتة بالنبات فكذلك لما ماتوا وبقيت الأرض خالية أمطرت السماء أربعين ليلة كمني الرجل يدخل في الأرض فتنبت لحومهم وعروقهم وعظامهم ثم يحييهم
فذلك قوله " كذلك الخروج "
ثم عزى النبي ﷺ ليصبر على إيذاء الكفار
يعني لا تحزن بتكذيب الكفار إياك لأنك لست بأول نبي وكل أمة كذبت رسلها مثل نوح وهود عليهم السلام وغيرهم
سورة ق ١٢ - ١٦
قال عز وجل " كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس " والرس بئر دون اليمامة وكان عليها قوم كذبوا رسلهم فأهلكهم الله تعالى
ثم قال " وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط " يعني قومه " وأصحاب الأيكة " يعني قوم شعيب " وقوم تبع " يعني قوم حمير
ويقال تبع كان اسم ملك
وروى وكيع عن عمران بن جرير عن أبي مجلز قال جاء عبد الله بن عباس إلى عبد الله بن سلام فسأله عن تبع فقال كان تبع رجلا من العرب ظهر على الناس وسبا فتية من الأحبار فكان يحدثهم ويحدثونه
فقال قومه إن تبعا ترك دينكم وتابع الفتية
فقال تبع للفتية ألا ترون إلى ما قال هؤلاء فقالوا بيننا وبينهم النار التي تحرق الكاذب وينجو منها الصادق
قال نعم
فقال تبع للفتية ادخلوها فتقلدوا مصاحفهم ثم دخلوها فانفرجت لهم حتى قطعوها
ثم قال لقومه ادخلوها فلما دخلوا وجدوا حر النار كفوا
فقال لهم لتدخلنها فدخلوها فلما توسطوا أحاطت بهم النار فأحرقتهم وأسلم تبع وكان رجلا صالحا
ويقال كان اسمه سعد بن ملكي