٣٢٠
والنهي في الإعراب اثنان فجرى كلامهم على ذلك ومثل هذا قول امرئ القيس
( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل % )
ويقال " ألقيا في جهنم " على معنى تكرير الأمر يعني ألق ألق وهو على معنى التأكيد وكذلك في قوله قفا معناه قف قف
وقال الزجاج عندي أن قوله " ألقيا " أمر للملكين وقال بعضهم العرب تأمر الأمر للواحد بلفظ الاثنين وكان الحجاج يقول يا حرسي اضربا عنقه " كل كفار عبيد " يعني كل جاحد بتوحيد الله تعالى معرض عن الإيمان وقال مقاتل يعني الوليد بن المغيرة
وقيل هذا في جميع الكفار الذين ذكر صفتهم في هذه الآية وهي قوله " مناع للخير " يعني بخيلا لا يخرج حق الله من ماله ويقال " مناع للخير " يعني يمتنع عن الإسلام " معتد مريب " المعتدي هو الظلوم الغشوم والمريب الشاك في توحيد الله تعالى
قوله تعالى " الذي جعل مع الله إلها آخر " يعني أشرك بالله عز وجل " فألقياه في العذاب الشديد " يعني في النار " قال قرينه " يعني شيطانه " ربنا ما أطغيته " يعني لم يكن لي قوة أن أضله " ولكن كن في ضلال بعيد " يعني في خطأ طويل عن الحق
يقول الله تعالى لابن آدم وشيطانه " قال لا تختصموا لدي " أي لا تختصموا عندي " وقد قدمت إليكم بالوعيد " يعني أخذت عليكم الحجة وأخبرتكم بالكتاب والرسول " ما يبدل القول لدي " يعني لا يغير قضائي وحكمي الذي حكمت ويقال لا يكذب وعيدي " وما أنا بظلام للعبيد " يعني لا أعذب أحدا بغير ذنب ويقال " ما يبدل القول لدي " يعني لا يغير عن جهته ولا يحذف منه ولا يزاد فيه لأني أعلم كيف ضلوا وكيف أضللتموهم
وروى سالم عن أبيه عن النبي ﷺ أنه قال ( ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) قالوا وإياك يا رسول الله ﷺ قال ( وإياي ولكن الله عز وجل أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) وعن الربيع عن أنس قال سألت أبا العالية عن قوله عز وجل " ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " [ الزمر ٣١ ] وههنا يقول " لا تختصموا لدي " فقال إحداهما في أهل النار والأخرى في المؤمنين في المظالم فيما بينهم وقال مجاهد " ما يبدل القول لدي " [ ق ٢٩ ] يعني لقد قضيت ما أنا قاض
قوله عز وجل " يوم نقول لجهنم " قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر " يقول " بالياء