٣٢٥
فصارت فيه الطرائق له حبك وكذلك الرمل إذا هبت عليه الريح فرأيت فيه كالطرائق فبذلك حبك
قوله تعالى " إنكم لفي قول مختلف " يعني متناقض مرة قالوا ساحر ومرة قالوا مجنون والساحر عندهم من كان عالما غاية في العلم والمجنون من كان جاحدا غاية في الجهل فتحيروا فقالوا مرة مجنون ومرة ساحر ويقال " إنكم لفي قول مختلف " يعني مصدقا ومكذبا يعني يؤمن به بعضهم
ويكفر به بعضهم
ثم قال عز وجل " يؤفك عنه من أفك " يعني يصرف عنه من صرف وذلك أن أهل مكة أقاموا رجالا على عقاب مكة يصرفون الناس فمنهم من يأخذ بقولهم ويرجع ومنهم من لا يرجع فقال يصرف عنه من قد صرفه الله عن الإيمان وخذله ويقال يصرف عنه من قد صرفه يوم الميثاق ويقال يصرف عنه من كان مخذولا لم يكن من أهل الإيمان
سورة الذاريات ١٠ - ١٦
ثم قال عز وجل " قتل الخراصون " يعني لعن الكاذبون " الذين هم في غمرة " يعني في جهالة وعماء وغفلة عن أمر الآخرة " ساهون " يعني لاهين عن الإيمان وعن أمر الله تعالى
قوله تعالى " يسألون أيان يوم الدين " يعني أي أوان يكون يوم الحساب استهزاء منهم به فأخبر الله تعالى عن ذلك اليوم فقال " يوم هم على النار يفتنون " يعني بالنار يحرقون ويعذبون
ويقول لهم الخزنة " ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون " يعني هذا العذاب الذي كنتم به تستهزئون
يعني تستعجلون على وجه الاستهزاء
ثم بين ثواب المتقين فقال عز وجل " إن المتقين في جنات وعيون " يعني في بساتين وأنهار
قوله تعالى " آخذين ما آتاهم ربهم " يعني قابضين ما أعطاهم ربهم من الثواب " إنهم كانوا قبل ذلك " في الدنيا " محسنين " بأعمالهم
" آخذين " نصب على الحال ومعناه " في جنات وعيون " في حال أخذ ما آتاهم ربهم
سورة الذاريات ١٧ - ٢٢