٣٢٦
ثم قال " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " يعني قليلا من الليل ما ينامون
وقال بعضهم " كانوا قليلا " تم الكلام يعني مثل هؤلاء المتقين " كانوا قليلا "
ثم أخبر عن أعمالهم فقال " من الليل ما يهجعون " يعني لا ينامون بالليل كقوله " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " [ الفرقان ٦٤ ]
وقال الضحاك كانوا من النائمين قليلا
وقال الحسن لا ينامون إلا قليلا
وقال الربيع بن أنس لا ينامون بالليل إلا قليلا " وبالأسحار هم يستغفرون " يعني يصلون عند السحر
ويقال يصلون بالليل ويستغفرون عند السحر عن ذنوبهم " وفي أموالهم حق " يعني نصيب للفقراء " للسائل والمحروم " السائل المسكين الذي يسأل الناس
" والمحروم " المتعفف الذي لا يسأل الناس
ويقال " المحروم " المحترف الذي لا يبلغ عيشه
وقال الشعبي أعياني أن أعلم من المحروم
روى سفيان عن ابن إسحاق عن قيس قال سألت ابن عباس من السائل والمحروم فقال السائل الذي يسأل والمحروم المحارب الذي ليس له سهم في الغنيمة وهكذا قال إبراهيم النخعي ومجاهد والربيع بن أنس
وروى عكرمة عن ابن عباس قال المحروم الفقير الذي إذا خرج إلى الناس استعف ولم يعرف مكانه ولا يسأل الناس فيعطونه
وقال الزجاج المحروم الذي لا ينمو له مال ويقال هي بالفارسية بي دولت يعني لا إقبال له
ثم قال " وفي الأرض آيات للموقنين " يعني فيمن أهلك قبلهم لهم عبرة
ويقال فيها علامة وحدانية الله تعالى كأنه قال جعلت جميع الأشياء مرآتك لتنظر إليها وترى ما فيها ومراد النظر في المرآة رؤية من لم ير ليرى فكأنه قال فانظر في آيات صنعي لتعلم أني صانع كل الأشياء فإذا نظرت إلى النقش والنقش يدل إلى نقاشه وإذا نظرت إلى النفس وعجائب تركيبها يدل على خالقها وإذا نظرت في الأرض فمختلف الأشياء عليها يدل إلى ربها وهي البحار والجبال والأنهار والثمار
" وفي أنفسكم " يعني وعلامة وحدانيته في أنفسكم " أفلا تبصرون " يعني تتفكرون في خلق أنفسكم كيف خلقكم وهو قادر على أن يبعثكم
قوله عز وجل " وفي السماء رزقكم " يعني من السماء يأتي سبب رزقكم وهو المطر
ويقال وعلى خالق السماء رزقكم " وما توعدون " يعني ما توعدون من الثواب والعقاب والخير والشر
قال مجاهد " وما توعدون " يعني الجنة والنار
وهكذا قال الضحاك
سورة الذاريات ٢٣ - ٢٩


الصفحة التالية
Icon