٣٣٥
ثم قال عز وجل " ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون " يعني في الحسن والبياض مثل اللؤلؤ في الصدف لم تمسه الأيدي ولم تره الأعين
وروى سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا قال يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم فقال ( والذي نفسي بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب )
سورة الطور ٢٥ - ٢٨
قوله تعالى " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " يعني يتحدثون ويتساءلون في الجنة عن أحوالهم التي كانت في الدنيا ثم يقول بم صرتم إلى هذه المنزلة الرفيعة
قوله تعالى " قالوا إنا كنا قبل " يعني في الدنيا " في أهلنا مشفقين " يعني خائفين من العذاب
ثم قال " فمن الله علينا " يعني من علينا بالمغفرة والرحمة
" ووقانا عذاب السموم " يعني دفع عنا عذاب النار
" إنا كنا من قبل ندعوه " يعني في الدنيا ندعو الرب " إنه هو البر " الصادق في قوله وفيما وعد لأوليائه
" الرحيم " بهم قرأ نافع والكسائي " أنه " بالنصب ومعناه إنا كنا من قبل ندعوه بأنه هو البر
وقرأ الباقون بالكسر على معنى الاستئناف
سورة الطور ٢٩ - ٣٣
ثم أمر الله تعالى نبيه ﷺ بأن يعظ قومه ولا يبالي من قولهم فقال عز وجل " فذكر " يعني فعظ بالقرآن " فما أنت بنعمة ربك " يعني برحمة ربك
ويقال هو كقوله ما أنت بحمد الله مجنون
وقال أبو سهل عظ بالقرآن ولست أنت والحمد لله " بكاهن ولا مجنون " ويقال " فذكر "
يعني ذكرهم بما أعتدنا للمؤمنين المتقين وبما أعتدنا لضالين الكافرين " فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون " يعني لست تقول بقول الكهنة ولا تنطق إلا بوحي من الله
ثم قال " أم يقولون شاعر " يعني أيقولون هو شاعر يأتي من قبل نفسه وهو وقول الوليد بن المغيرة وأبي جهل وأصحابهما
" نتربص به ريب المنون " يعني أوجاع الموت وحوادثه
قال قتادة " ريب المنون " الموت
وقال مجاهد " ريب المنون " حوادث الدهر
وقال القتبي حوادث الدهر وأوجاعه ومصايبه
ويقال إنهم كانوا يقولون قد مات أبوه