٣٣٦
شابا وهم ينتظرون موته " قل تربصوا " يعني انتظروا هلاكي " فإني معكم من المتربصين " وذكر في التفسير أن الذين قالوا هكذا ماتوا كلهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله تعالى " أم تأمرهم أحلامهم بهذا " يعني أتأمرهم عقولهم بهذا وتدلهم على التكذيب والإيذاء بمحمد صلى الله عليه وسلم
" أم هم قوم طاغون " يعني بل هم قوم عاتون في معصية الله تعالى
( أم يقولون تقوله ) يعني أيقولون أن محمدا ﷺ يقول من ذات نفسه فاللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الزجر والوعيد
ثم قال " بل لا يؤمنون " يعني لا يصدقون بالرسول والكتاب عنادا وحسدا منهم
سورة الطور الآية ٣٤ - ٣٨
قوله عز وجل " فليأتوا بحديث مثله " يعني إن قلتم إن محمدا ﷺ يقول من ذات نفسه فأتوا بمثل هذا القرآن كما جاء به " إن كانوا صادقين " في قولهم
ثم قال " أم خلقوا من غير شيء " يعني من غير رب أكانوا هكذا خلقا من غير شيء ومعناه كيف لا يعتبرون أن الله تعالى خلقهم فيوحدونه ويعبدونه
ويقال " أم خلقوا من غير شيء " يعني لغير شيء ومعناه أخلقوا باطلا لا يحاسبون ولا يؤمرون ولا ينهون
ثم قال " أم هم الخالقون " يعني أهم خلقوا الخلق أما الله تعالى ومعناه الله تعالى خلق الخلق وهو الذي يبعثهم يوم القيامة
ثم قال " أم خلقوا السموات والأرض " يعني بل الله تعالى خلقهما " بل لا يوقنون " بتوحيد الله الذي خلقهما أنه واحد لا شريك له
ثم قال " أم عندهم خزائن ربك " يعني مفاتيح رزق ربك ويقال مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا ولكن الله يختار من يشاء كقولهم " أءلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر " [ القمر : ٢٥ ]
ثم قال " أم هم المسيطرون " يعني أهم المسلطون عليهم يحملونهم حيث شاؤوا يعني على الناس فيخبرونهم بما شاؤوا
قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي في إحدى الروايتين " المسيطرون " بالسين والباقون بالصاد
وقال الزجاج تسيطر علينا وتصيطر وأصله السين وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادا مثل يسيطر ويبسط
ثم قال " أم لهم سلم " يعني سببا إلى السماء " يستمعون فيه " يعني يرتقون عليه فيستمعون القول من رب العالمين " فليأت مستمعهم بسلطان مبين " أي بحجة بينة