٣٥٦
يعني الإدبار كقوله تعالى " يولوكم الأدبار " [ آل عمران ١١١ ] لأن اسم الواحد يدل على الجمع وكذلك قوله تعالى " في جنات ونهر " [ القمر ٥٤ ] أي أنهار
وذكر عن الفراء أنه قال إنما وحد لأنه رأس آية تقابل بالتوحيد رؤوس الآي
وكذلك في الدبر لموافقته رؤوس الآي
ثم قال " بل الساعة موعدهم " يعني مجمعهم " والساعة أدهى وأمر " يعني عذاب الساعة أعظم وأشد من عذاب الدنيا
ثم وصف عذاب الآخرة فقال " إن المجرمين في ضلال وسعر " يعني المشركين في الدنيا في ضلالة وخطأ وخلاف وفي سعير في الآخرة
والسعر جماعة السعير ويقال السعر يعني في عناء
ثم أخبرهم بمستقرهم فقال عز وجل " يوم يسحبون في النار على وجوههم " يعني يجرون في النار على وجوههم ويقول لهم الخزنة " ذوقوا مس سقر " يعني عذاب النار
سورة القمر ٤٩ - ٥٥
ثم قال " إنا كل شيء خلقناه بقدر " يعني خلقنا لكل شيء شكله مما يوافقه
وروي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال نزلت هذه الآية في أهل القدر " يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر " وقال محمد بن كعب القرظي " إنا كل شيء خلقناه بقدر " نزلت تعبيرا لأهل القدر
قال أبو الليث حدثنا أبو جعفر
قال حدثنا أبو القاسم حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا سفيان عن وكيع عن زياد بن إسماعيل عن محمد بن عباد عن أبي هريرة قال جاء مشركو قريش إلى رسول الله ﷺ يخاصمونه في القدر فنزلت الآية " يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر " وروى الضحاك عن ابن عباس في قوله " إنا كل شيء خلقناه بقدر " قال خلق لكل شيء من خلقه ما يصلحهم من رزق ومن الدواب وخلق لدواب البر ولغيرها من الرزق ما يصلحها وكذلك لسائر خلقه
قوله عز وجل " وما أمرنا إلا واحدة " يعني وما أمرنا بقيام الساعة إلا مرة واحدة " كلمح بالبصر " يعني كرجع البصر
ومعناه إذا أمرنا بقيام الساعة مرة واحدة فنقول كن فيكون أقرب من طرف البصر
ثم قال " ولقد أهلكنا أشياعكم " يعني عذبنا أشباهكم وأهل ملتكم
ويقال إخوانكم حين كذبوا رسلهم " فهل من مدكر " يعني معتبر يعتبر فيكم فيعلم أن ذلك حق ويخاف عقوبة الله


الصفحة التالية
Icon