٣٥٩
أنزل العدل في الأرض " ألا تطغوا في الميزان " يعني لكي لا تميلوا عن العدل " وأقيموا الوزن بالقسط " يعني اعدلوا في الوزن " ولا تخسروا الميزان " يعني لا تنقصوا حقوق الناس في الوزن
ويقال " وأقيموا الوزن " يعني أقيموا اللسان بالقول " ولا تخسروا الميزان " يعني لا تقولوا بغير حق
ثم قال " والأرض وضعها للأنام " يعني بسط الأرض للخلق " فيها فاكهة " يعني وخلق من الأرض من ألوان الفاكهة " والنخل ذات الأكمام " يعني ذات النخيل الطويل الموقرة بالطلع ذات الغلف وإنما العجائب في خلقه وما يتولد منه لأنه يتولد من النخيل من المنافع ما لا يحصى
وقال القتبي " ذات الأكمام " يعني ذات الكفرى قبل أن تتفتق وغلاف كل شيء كمه " ذات الأكمام " يعني ذات الغلف
سورة الرحمن ١٢ - ١٨
ثم قال " والحب ذو العصف " يعني ذو الورق " والريحان " يعني ثمره
وقال مجاهد " العصف " يعني ورق الحنطة " والريحان " الرزق
وقال الضحاك " الحب " الحنطة والشعير " والعصف " التبن وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " العصف " الزرع " والريحان " الورق وقال القتبي " الريحان " الرزق يقال خرجت أطلب ريحان الله أي رزقه وقال مقاتل " الريحان " الرزق بلسان حمير
ويقال " العصف " السنبل " والريحان " ثمرته وما ينتفع به
ويقال " الريحان " يعني الرياحين قرأ ابن عامر " والحب ذا العصف والريحان " بنصب النون والباء وإنما نصبه لأنه عطف على قوله " والأرض وضعها للأنام " " والحب " يعني وخلق الحب ذا العصف " والريحان "
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم " والحب ذو العصف والريحان " بضم النون والباء لأنه عطف على قوله " فيها فاكهة " وقرأ حمزة والكسائي هكذا إلا أنهما كسرا النون في قوله " والريحان " عطفا على " العصف " على وجه المجاورة
وقد ذكر الله تعالى من أول السورة نعماءه إلى هنا ثم خاطب الإنس والجن فقال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " وإن لم يسبق ذكرهما لأن في الكلام دليلا وقد ذكرهما من بعده وهو قوله " يا معشر الجن والإنس " وقال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يعني فبأي نعمة من نعماء ربكما أيها الجن والإنس " تكذبان " يعني تتجاحدان بأنها ليست من الله تعالى
قال بعضهم


الصفحة التالية
Icon