٣٨١
سورة الحديد ٨ - ٩
ثم قال " آمنوا بالله ورسوله " يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى وصدقوا برسوله " وأنفقوا " يعني تصدقوا في طاعة الله تعالى " مما جعلكم مستخلفين فيه " يعني مما جعلكم مالكين من المال
ويقال معناه إن الأموال والدنيا كلها لله تعالى فجعل العباد مستخلفين على أمواله وأمرهم بالنفقة مما جعلهم خليفة فيها
ثم بين ثواب الذين آمنوا فقال " فالذين آمنوا منكم وأنفقوا " يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى وتصدقوا " لهم أجر كبير " يعني عظيما وهو الثواب الحسن في الجنة
ويقال إن هذه الآية نسخت بآية الزكاة ويقال إنها ليست بمنسوخة ولكنها حث على الصدقة والنفقة في طاعة الله تعالى
ثم قال عز وجل " وما لكم لا تؤمنون بالله " يعني ما لكم لا تصدقون بوحدانية الله تعالى " والرسول يدعوكم " قرأ بعضهم " والرسول " بنصب اللام
يعني ما لكم لا تصدقون بوحدانية الله تعالى " والرسول " وقرأ بعضهم " والرسول " بضم اللام يعني ما لكم لا تصدقون بوحدانية الله وتم الكلام
ثم قال " والرسول يدعوكم " إلى توحيد الله تعالى
وقراءة العامة بذلك يعني بضم اللام
وقرأ بعضهم " والرسول " بكسر اللام
يعني مالكم لا تصدقون بالله وبرسوله حين يدعوكم " لتؤمنوا بربكم " يعني لتصدقوا بوحدانية الله ربكم " وقد أخذ ميثاقكم " يعني قد أخذ الله تعالى إقراركم يوم الميثاق حين أخرجكم من صلب آدم " إن كنتم مؤمنين " يعني مصدقين قرأ أبو عمرو " وقد أخذ " بضم الألف وكسر الخاء " ميثاقكم " يضم القاف على معنى فعل ما لم يسم فاعله والباقون بالنصب بمعنى أخذ الله ميثاقكم
ثم قال " هو الذي ينزل على عبده " هو الذي ينزل جبريل على عبده محمد ﷺ ليقرأ عليه " آيات بينات " يعني آيات القرآن بين فيها الحلال والحرام والأمر والنهي
" ليخرجكم من الظلمات إلى النور " يعني يدعوكم من الشرك إلى الإيمان
ويقال " آيات بينات " يعني واضحات
ويقال " آيات " يعني علامات النبوة " ليخرجكم من الظلمات إلى النور " يعني ليوفقكم الله تعالى للهدى ويخرجكم من الكفر
" وإن الله بكم لرؤوف رحيم " حين هداكم لدينه وأنزل عليكم القرآن
سورة الحديد ١٠ - ١١