٣٨٣
ثم قال " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " يعني من ذا الذي يعطي من أموال الله " قرضا حسنا " يعني دفعا بالإخلاص وطلب ثواب الله تعالى " فيضاعفه له " يعني يقبل منه ويضاعفه له في الحساب ويعطيه من الحسنات ويعطيه من الثواب ما لا يحصى " وله أجر كريم " يعني ثوابا حسنا في الآخرة
ويقال نزلت الآية في شأن أبي الدحداح وقد سبق ذكره
ويقال هو حث لجميع المسلمين واختلاف القراء في قوله " فيضاعفه " قد سبق ذكره
سورة الحديد ١٢ - ١٥
ثم قال عز وجل " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات " يعني في يوم القيامة على الصراط " يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " يعني بتصديقهم في الدنيا وبأعمالهم الصالحة فيعطى لهم النور يمضون به على الصراط فيكون النور بين أيديهم وبأيمانهم وعن شمائلهم إلا أن ذكر الشمائل مضمر
وتقول لهم الملائكة " بشراكم اليوم " يعني أبشروا هذا اليوم بكرامة الله تعالى
" جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها " يعني مقيمين في الجنة " ذلك هو الفوز العظيم " يعني النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من العذاب
قوله تعالى " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم " يعني نصب من نوركم فنمضي معكم
وروي عن أبي أمامة الباهلي أنه قال بينما العباد يوم القيامة عند الصراط إذ غشيتهم ظلمة ثم يقسم الله تعالى النور بين عباده فيعطي الله المؤمن نورا ويبقى الكافر والمنافق لا يعطيان نورا فكما لا يستضئ الأعمى بنور البصر كذلك لا يستضيء الكافر والمنافق بنور الإيمان فيقولان انظرونا نقتبس من نوركم فيقال لهم " قيل ارجعوا " حيث قسم النور فيرجعون فلا يجدون شيئا فيرجعون وقد ضرب بينهم بسور
وعن الحسن البصري قال إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم لأنه يعطي المؤمن نورا والمنافق نورا فإذا بلغو الصراط اطفئ نور المنافق فيقول المنافقون عند ذلك " انظرونا نقتبس من نوركم " قال فيشفق المؤمنون حين طفئ نور المنافقين فيقولون عند ذلك " ربنا أتمم لنا نورنا "
قرأ حمزة " أنطرونا " بنصب الألف وكسر الظاء والباقون بالضم
فمن قرأ بالنصب فمعناه أمهلونا
ويقال بمعنى أنظرونا ومن قرأ بالضم فمعناه انتظرونا