٣٨٤
فقال لهم المؤمنون ارجعوا " وراءكم فالتمسوا نورا " يعني ارجعوا إلى الدنيا فإنا حصلنا النور في الدنيا
ويقال ارجعوا إلى المحشر حيث أعطينا النور واطلبوا نورا فيرجعون في طلب النور فلم يجدوا شيئا
" فضرب بينهم بسور " يعني فظهر لهم ويقال بين أيديهم بسور يعني بحائط بين أهل الجنة وأهل النار " له باب باطنه " يعني باطن السور " فيه الرحمة " يعني الجنة " وظاهره من قبله العذاب " يعني النار
ويقال هو السور الذي عليه أصحاب الأعراف يظهر بين الجنة والنار باب يعني عليه باب فيجاوز فيه المؤمنون ويبقى المنافقون على الصراط في الظلمة " ينادونهم " من وراء السور " ألم نكن معكم " يعني ألم نكن معكم في الدنيا على دينكم وكنا معكم في الجماعات والصلوات فيجيبهم المؤمنون ويقولون " قالوا بلى " يعني قد كنتم معنا في الظاهر
" ولكنكم فتنتم أنفسكم " يعني قد أهلكتم أنفسكم حيث كفرتم في السر ويقال أهلكتم أنفسكم حين استوجبتم الحرق
ويقال " فتنتم أنفسكم " يعني ثبتم على الكفر الأول في السر " وتربصتم " يعني انتظرتم موت نبيكم
ويقال " تربصتم " يعني أخرتم التوبة وسوفتم فيها
" وارتبتم " يعني شككتم في الدين وشككتم في البعث " وغرتكم الأماني " يعني أباطيل الدنيا " حتى جاء أمر الله " يعني القيامة " وغركم بالله الغرور " يعني الشياطين
وقال الزجاج " الغرور " على ميزان فعول وهو من أسماء المبالغة يقال فلان أكول أي كثير الأكل وكذلك الشياطين " الغرور " لأنه يغري ابن آدم كثيرا وقد قرئ بضم الغين يعني غرور متاع الدنيا
ثم قال " فاليوم لا يؤخذ منكم فدية " يعني في هذا اليوم وهو يوم القيامة
وقرأ ابن عامر " فاليوم لا تؤخذ " بالتاء لأن الفدية مؤنثة
وقرأ الباقون بالياء رجع إلى المعنى لأن معنى الفدية فداء ومعناه " لا يؤخذ منكم " الفداء يعني المنافقين " ولا من الذين كفروا " يعني الذين جحدوا بتوحيد الله تعالى " مأواكم النار " يعني مصيركم إلى النار يعني المنافقين والكافرين مأواكم النار " هي مولاكم " يعني هي أولى بكم بما أسلفتم من الذنوب " وبئس المصير " يعني بئس المرجع النار يعني للكافرين والمنافقين
سورة الحديد ١٦ - ١٧
قوله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " يعني ألم يجىء وقت تخاف قلوبهم فترق قلوبهم
يقال أنى يأنى أينا إذا حان وجاء وقته وأوانه
قال الفقيه أبو الليث رحمة الله عليه حدثنا الخليل بن أحمد
قال حدثنا أبو جعفر