٣٨٥
ومحمد بن إبراهيم الدبيلي
قال حدثنا أبو عبيد الله
قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم قال مل أصحاب رسول الله ﷺ ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص " [ يوسف ٣ ] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا حدثنا يا رسول الله
فأنزل الله تعالى " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها " [ الزمر ٢٣ ] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " ويقال إن المسلمين قالوا لسلمان حدثنا عن التوراة فإن فيها عجائب
فنزل " نحن نقص عليك أحسن القصص " فكفوا عن السؤال ثم سألوه فنزل " الله نزل أحسن الحديث " [ الزمر ٢٣ ] فكفوا عن السؤال ثم سألوه فنزلت هذه الآية " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " يعني ترق قلوبهم لذكر الله " وما نزل من الحق " يعني القرآن بذكر الحلال والحرام
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص " وما نزل " بالتخفيف والباقون بالتشديد على معنى التكثير والمبالغة
ثم وعظهم فقال " ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل " يعني ولا تكونوا في القسوة كاليهود والنصارى من قبل خروج النبي ﷺ " فطال عليهم الأمد " يعني الأجل
ويقال خروج النبي ﷺ " فقست قلوبهم " يعني جفت ويبست قلوبهم عن الإيمان فلم يؤمن بالقرآن إلا قليل منهم " وكثير منهم فاسقون " يعني عاصون
ويقال " ألم يأن للذين آمنوا " يعني المنافقين الذين آمنوا بلسانهم دون قلوبهم
وقال أبو الدرداء استعيذوا بالله من خشوع النفاق
قيل وما خشوع النفاق قال أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع
قوله تعالى " اعلموا أن الله يحيي الأرض " يعني يصلح الأرض فاعتبروا بذلك " بعد موتها " يعني بعد يبسها وقحطها فكذلك يحيي القلوب بالقرآن ويصلح بعد قساوتها حتى تلين كما أحيا الأرض بعد موتها بالمطر
" قد بينا لكم الآيات " يعني العلامات في القرآن " لعلكم تعقلون " يعني لكي تعقلوا أمر البعث إنكم أيضا كذلك تبعثون
سورة الحديد ١٨ - ١٩
قوله تعالى " إن المصدقين والمصدقات " قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر " إن المصدقين والمصدقات " كليهما بالتخفيف والباقون بالتشديد
فمن قرأ بالتخفيف فمعناه إن المؤمنين من الرجال والمؤمنات من النساء فمن صدق الله ورسوله ورضي بما جاء به