٣٨٨
قبل خلقكم " ولا تفرحوا بما آتاكم " يعني بما أعطاكم في الدنيا ولا تفتخروا بذلك " والله لا يحب كل مختال فخور " يعني متكبرا فخورا بنعم الله تعالى ولا يشكروه
قرأ أبو عمرو " بما أتاكم " بغير مد والباقون بالمد
فمن قرأ بغير مد فمعناه لكيلا تفرحوا بما جاءكم من حطام الدنيا فإنه إلى نفاد
ومن قرأ بالمد يعني بما أعطاكم
وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ولكن المؤمن من جعل الفرح شكرا والمصيبة صبرا
سورة الحديد ٢٤ - ٢٥
ثم قال عز وجل " الذين يبخلون " يعني لا يحب الذي يبخلون يعني يمسكون أموالهم ولا يخرجون منها حق الله تعالى " ويأمرون الناس بالبخل " ويقال الذين يبخلون يعني يكتمون صفة محمد ﷺ " ويأمرون الناس بالبخل " يعني يكتمون صفة النبي ﷺ ونعته
" ومن يتول " يعني يعرض عن النفقة ويقال يعرض عن الإيمان " فإن الله هو الغني الحميد " يعني غني عن نفقتهم وعن إيمانهم " الحميد " في فعاله
قرأ حمزة والكسائي " ويأمرون الناس بالبخل " بنصب الخاء والباء وقرأ الباقون بضم الباء وإسكان الخاء ومعناهما واحد
قرأ نافع وابن عامر " فإن الله الغني الحميد " بحذف " هو " هكذا في مصاحف أهل الشام والمدينة ومعناه إن الله الغني الحميد الذي لا غني مثله
والباقون " فإن الله هو الغني الحميد " بإثبات هو وهو للفرد ويقال للصلة
ثم قال " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات " يعني بالأمر والنهي والحلال والحرام " وأنزلنا معهم الكتاب " يعني أنزلنا عليهم الكتاب ليعلموا أمتهم " والميزان " يعني العدل
ويقال هو الميزان بعينه أنزل على عهد نوح عليه السلام " ليقوم الناس بالقسط " يعني لكي يقوم الناس " بالقسط " يعني بالعدل " وأنزلنا الحديد " يعني وجعلنا الحديد " فيه بأس شديد " يعني فيه قوة شديدة في الحرب
وعن عكرمة أنه قال " وأنزلنا الحديد " يعني أنزل الله تعالى الحديد لآدم عليه السلام العلاة والمطرقة والكلبتين " فيه بأس شديد "
ثم قال عز وجل " ومنافع للناس " يعني في الحديد " منافع للناس " مثل السكين والفأس والإبرة
يعني من معايشهم
" وليعلم الله من ينصره " يعني ولكن يعلم الله من ينصره على عدوه " ورسله بالغيب " بقتل أعدائه كقوله " إن تنصروا الله ينصركم " ويقال لكي يرى الله من استعمل هذا السلاح في طاعة الله تعالى وطاعة رسول الله ﷺ " بالغيب " يعني يصدق بالقلب " إن الله قوي " في أمره " عزيز " في ملكه