٣٩٦
ثم قال " وليس بضارهم شيئا " يعني ليس نجوى المنافقين يضر شيئا للمؤمنين أي لا يضرهم " إلا بإذن الله " إلا أن يشاء الله
ويقال ويحكم الله ويقال يقضي الله إلا وأن يشاء الله
ثم أمر المؤمنين بأن يتوكلوا على الله وهو قوله تعالى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون "
سورة المجادلة ١١
ثم قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس "
يعني في مجلس النبي ﷺ قرأ عاصم " في المجالس " بلفظ الجمع والباقون " في المجلس " يعني في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
نزلت في ثابت بن قيس وكان في أذنيه شيء من الثقل فحضر مجلس النبي ﷺ وقد أخذوا مجالسهم فبقي قائما فقال النبي ﷺ ( رحم الله من وسع لأخيه ) فنزلت الآية
وروى معمر عن قتادة أنه قال كان الناس يتنافسون في مجلس النبي ﷺ فقيل لهم تفسحوا وهو قوله " إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس " تفسحوا " فافسحوا " يعني وسعوا المجلس
" يفسح الله لكم " " وإذا قيل انشزوا فانشزوا " يعني إذا دعيتم إلى لخير فأجيبوا
وروى معمر عن الحسن قال هذا في الغزو وقال مجاهد " تفسحوا في المجلس " يعني مجلس النبي ﷺ خاصة " وإذا قيل انشزوا فانشزوا " إلى كل خير ويقال وقتال عدو وأمر بالمعروف
وروي عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال ( لا يقيم الرجل الرجل في مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا )
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في إحدى الروايتين " انشزوا فانشزوا " بضم الشين والباقون بالكسر وهما لغتان
يقال نشز ينشز ونشز ينشز يعني إذ قيل لكم انهضوا يعني قوموا لا تتثاقلوا ويقال " انشزوا " يعني قوموا للصلاة أو قضاء حق أو شهادة " فانشزوا " يعني انهضوا
ثم قال " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " يعني من كان له إيمان وعلم وكان له فضائل على الذين يقومون وليس بعالم
وقال الضحاك " يرفع الله الذين آمنوا منكم " وقد تم الكلام
ثم قال " والذين أوتوا العلم درجات " يعني لأهل العلم درجات وللعلماء مثل درجة الشهداء وقال مقاتل إذا انتهى المؤمن إلى باب الجنة يقال للمؤمن الذي ليس بعالم ادخل الجنة بعملك ويقال للعالم أقم على باب الجنة واشفع للناس
وقال ابن مسعود " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم " على الذين آمنوا منكم ولم يؤتوا العلم " درجات "
ثم قال " والله بما تعملون خبير " من التفسح في المجلس وغيره