٤٠١
من الموت لازددت
فقال اللهم ليس هاهنا أحد أن يبلغ عني رسول الله ﷺ فبلغ أنت عني السلام ثم التفت إلى وجوههم وقال اللهم أحصهم عددا وأهلكهم بددا يعني متفرقين ولا تبق منهم أحدا ثم صلبوه
وأما صاحبه الذي أسر معه فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بابنه
وأما البعث الثاني فإنه بعث محمد بن سلمة مع أصحابه فقتل أصحابه عن نحو طريق العراق وارتث هو من وسط القتلى فنجا
وأما البعث الثالث فإن عمرو بن مالك كتب إلى رسول الله ﷺ أن ابعث إلي رجالا يعلموننا القرآن ويفقهوننا في الدين فهم في ذمتي وجواري
فبعث النبي ﷺ المنذر بن عمرو الساعدي في أربعة عشر من المهاجرين والأنصار فساروا نحو بئر معونة
فلما ساروا ليلة من المدينة بلغهم أن عمرو بن مالك مات فكتب المنذر بن عمرو إلى رسول الله ﷺ يستمده فأمده ﷺ بأربعة نفر منهم عمرو بن أمية الضمري والحارث بن الصمة وسعد بن أبي وقاص ورجل آخر
فساروا حتى بلغوا بئر معونة وكتبوا إلى ربيعة بن مالك نحن في ذمتك وذمة أبيك أفنقدم إليك أم لا فقال أنتم في ذمتي وجواري فأقدموا
فخرج إليهم عامر بن الطفيل واستعان برعل وذكوان وعصية فخرجوا إلى المسلمين فقاتلوهم فقتلوا كلهم إلا عمرو بن أمية الضمري والحارث بن الصمة وسعد بن أبي وقاص كانوا تخلفوا فنزلوا تحت شجرة إذ وقع على الشجرة طير فرمى عليهم بعلقة دم فعرفوا أن الطير قد شرب الدم فقال بعضهم لبعض قد قتل أصحابنا
فصعدوا أعلى الجبل فنظروا فإذا القوم صرعى وقد اعتكفت عليهم الطير فقال الحارث بن الصمة أنا لا انتهي حتى أبلغ مصارع أصحابي
فخرج إليهم فقاتل القوم فقتل منهم رجلين ثم أخذوه فقالوا له ما تحب أن نصنع بك فقال لهم ابلغوا بي مصارع قومي
فلما بلغ مصارع أصحابه أرسلوه فقاتلهم فقتل منهم اثنين
ثم قتل
فرجع عمرو بن أمية الضمري ورجع معه الرجلان الآخران إلى رسول الله ﷺ فخرج رجلان من عند رسول الله ﷺ مستأمنين قد كساهما وحملهما رسول الله ﷺ فقال من أنتما قال كلابيان
فقتلهما عمرو بن أمية الضمري وأخذ سلبهما ودخل على رسول الله ﷺ وأخبره الخبر فقال له ( بئس ما صنعت حين قتلتهما )
فلما جاء إلى رسول الله ﷺ وأخبره خبر هذه البعوث الثلاثة في ليلة واحدة صلى الصبح في ذلك اليوم وقال في الركعة الثانية ( اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم العن رعلان وذكوان وبني لحيان اللهم غفارا غفر الله لها وسالم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله )
فجاء أناس من بني كلاب يلتمسون من رسول الله ﷺ دية الكلابيين وكان رسول الله ﷺ حين قدم المدينة صالح بني النضير على أن لا يكونوا معه ولا عليه فاستعان