٤١٣
جبريل فوالله لا أرجع حتى آخذ منها الكتاب ولأحملن رأسها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسل السيف ليضرب رأسها فأخرجت الكتاب من عقاصها
فأتوا به النبي ﷺ فقرأ الكتاب فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة وأخبرهم بأن النبي ﷺ يريد الخروج إليهم وإنه أراد بالكتاب إليهم مودتهم فقام إليه عمر وقال دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ﷺ ( ما هذا يا حاطب ) فقال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم وكل من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهاليهم فأردت أن أتخذ فيهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت هذا كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا أرضى بالكفر بعد الإسلام
وقد علمت أن الله تعالى منجز وعده ما وعد ألا لينصر نبيه صلى الله عليه وسلم
قال النبي ﷺ ( دعوه إنه شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله تعالى قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ) فنزل " يا أيها الذين آمنوا " فسماهم مؤمنين " لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء " يعني في العون والنصرة
" تلقون إليهم بالمودة " يعني تكتبون وتبعثون إليهم بالصحيفة والنصيحة ويقال معناه تخبرونهم كما يخبر الرجل أهل مودته حيث توجهون إليهم بالمودة والنصيحة والكتاب
" وقد كفروا بما جاءكم من الحق " يعني من القرآن والرسول
" يخرجون الرسول وإياكم " يعني أخرجوكم من مكة
" أن تؤمنوا بالله ربكم " يعني لأجل إيمانكم بربكم يعني بوحدانية ربكم
" إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة " يعني لا تلقون إليهم بالمودة إن كنتم خرجتم مجاهدين في سبيلي وطلب رضاي
" وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم " يعني ما أسررتم وما أظهرتم من المودة لأهل الكفر وأعلنتم الإقرار بالتوحيد
" ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " يعني من يفعل بعد منكم فقد أخطأ قصد الطريق
ثم قال عز وجل " إن يثقفوكم " وهذا إخبار من الله تعالى للمؤمنين بعداوة كفار مكة إياهم لكيلا يميلوا إليهم فقال " إن يثقفوكم " يعني أن يظهروا عليكم ويقال إن يأخذوكم ويقال إن يقهروكم ويغلبوكم
" يكونوا لكم أعداء " يعني يتبين لكم أنهم أعداؤكم فيظهر لكم عداوتهم عند ذلك
" ويبسطوا إليكم أيديهم " بالقتل والتعذيب " وألسنتهم بالسوء " يعني بالشتم
" وودوا لو تكفرون " يعني تمنوا أن ترجعوا إلى دينهم فإن فعلتم ذلك بسبب قرابتكم
" لن تنفعكم أرحامكم " يعني قرابتكم " ولا أولادكم " الذين كانوا بمكة
" يوم القيامة يفصل بينكم " يعني يفرق بينكم وبينهم يوم القيامة
قرأ
عاصم