٤١٦
يعني تعدلوا معهم بوفاء عهدهم
" إن الله يحب المقسطين " يعني العادلين بوفاء العهد يقال أقسط الرجل فهو مقسط إذا عدل
وقسط يقسط فهو قاسط إذا جار
ثم قال عز وجل " إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين " وهم أهل مكة ومن كان في مثل حالهم من أهل الحرب
" وأخرجوكم من دياركم وظاهروا " يعني عاونوا " على إخراجكم " من دياركم
" أن تولوهم " يعني أن تناصحوهم
" ومن يتولهم " منكم يعني يناصحهم ويحبهم منكم " فأولئك هم الظالمون " يعني الكافرين الظالمين بأنفسهم
سورة الممتحنة ١٠
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات " وذلك أن النبي ﷺ صالح أهل مكة يوم الحديبية وكتب بينه وبينهم كتابا إن من لحق من المسلمين بأهل مكة فهو منهم ومن لحق منهم بالنبي ﷺ رده عليهم
فجاءت امرأة إلى النبي ﷺ اسمها سبيعة بنت الحارث الأسلمية فجاء زوجها في طلبها فقال للنبي ﷺ ارددها فإن بيننا وبينك شرطا
فقال النبي ﷺ ( إنما كان الشرط في الرجال ولم يكن في النساء )
فأنزل الله تعالى " إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات " نصب على الحال " فامتحنوهن " يعني اختبروهن ما أخرجكن من بيوتكن ويقال " فامتحنوهن " يعني اسألوهن ويقال استحلفوهن ما خرجنا إلا حرصا على الإسلام ولم يكن لكراهية الزوج ولا لغير ذلك " الله أعلم بإيمانهن " يعني أعلم بسرائرهن
" فإن علمتموهن مؤمنات " يعني إذا ظهر عندكم إنها خرجت لأجل الإسلام ولم يكن خروجها لعداوة وقعت بينها وبين زوجها " فلا ترجعوهن إلى الكفار " يعني لا تردوهن إلى أزواجهن
" لا هن حل لهم " يعني لا تحل مؤمنة لكافر " ولا هم يحلون لهن " يعني ولا نكاح كافر لمسلمة
قوله تعالى " وأتوهم ما أنفقوا " يعني أعطوا أزواجهن الكفار ما أنفقوا عليهن من المهر
قال مقاتل يعني إن تزوجها أحد من المسلمين يدفع المهر إلى الزوج فإن لم يتزوجها أحد من المسلمين فليس لزوجها الكافر شيء
ثم قال " ولا جناح عليكم أن تنكحوهن " يعني لا حرج على المسلمين أن يتزوجوهن
" إذا آتيتموهن أجورهن " يعني مهورهن فرد المهر على الزوج الكافر منسوخ
وفي الآية دليل