٤٢١
لقومه الكفار لم تؤذونني بالتكذيب والشتم " وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا " يعني مالوا عن الحق وعدلوا عنه
" أزاغ الله قلوبهم " يعني خذلهم عن الهدى فثبتوا على اليهودية
" والله لا يهدي " يعني لا يرشد إلى دينه " القوم الفاسقين " يعني العاصين المكذبين الذين لا يرغبون في الحق
قوله تعالى " وإذ قال عيسى ابن مريم " يعني وقد قال عيسى ابن مريم لبني إسرائيل " يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم " يعني أرسلني الله تعالى إليكم لأدعوكم إلى الإسلام
" مصدقا لما بين يدي من التوراة " يعني أقرأ عليكم الإنجيل موافقا للتوراة في التوحيد وفي بعض الشرائع " ومبشرا برسول " يعني أبشركم برسول " يأتي من بعدي اسمه أحمد "
وروى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك
فقال ( أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى صلوات الله وسلامه عليهما ورأت أمي رؤياها حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى في أرض الشام )
" فلما جاءهم بالبينات " يعني جاءهم عيسى بالعجائب التي كان يريهم من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص
" قالوا هذا سحر مبين " يعني بينا ظاهرا
قرأ حمزة والكسائي " ساحر " بالألف والباقون " سحر " بغير ألف
فمن قرأ " ساحر " فهو فاعل ومن قرأ " سحر " فهو نعت الفعل
سورة الصف ٧ - ٩
ثم قال عز وجل " ومن أظلم " يعني من أشد في كفره " ممن افترى على الله " يعني اختلق على الله " الكذب " وهم اليهود
" وهو يدعى إلى الإسلام " يعني إلى دين محمد ﷺ " والله لا يهدي القوم الظالمين " أي لا يرشدهم
ويقال لا يرحمهم ما داموا على كفرهم
ثم قال عز وجل " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " يعني ليبطلوا دين الله بقولهم " والله متم نوره " يعني مظهر توحيده وكتابه " ولو كره الكافرون " يعني وإن كره اليهود والنصارى
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر وعاصم في رواية حفص " والله متم نوره " على معنى الإضافة والباقون " متم " بالتنوين " نوره " بالنصب
لأنه مفعول به
ثم قال عز وجل " هو الذي أرسل رسوله بالهدى " يعني بالتوحيد " ودين الحق " يعني بشهادة أن لا إله إلا الله
" ليظهره على الدين كله " يعني على الأديان كلها
قال


الصفحة التالية
Icon