٤٣٣
صورة
وهذا كقوله " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " [ التين ٤ ] وكقوله " ولقد كرمنا بني ءادم " [ الإسراء ٧٠ ] ثم قال " وإليه المصير " يعني إليه المرجع في الآخرة فهذا تهديد يعني كونوا على الحذر لأن مرجعكم إليه
ثم قال " يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون " يعني ما تخفون وما تضمرون في قلوبكم وما تظهرون وتعلنون بألسنتكم
" والله عليم بذات الصدور " يعني عليكم بسرائركم
سورة التغابن ٥ - ٦
قوله عز وجل " ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل "
اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التوبيخ والتقريع يعني قد أتاكم خبر الذين كفروا من قبلكم
" فذاقوا وبال أمرهم " يعني أصابتهم عقوبة ذنبهم في الدنيا
ثم أخبر أن ما أصابهم في الدنيا لم يكن كفارة لذنوبهم فقال " ولهم عذاب أليم " في الآخرة
ثم بين السبب الذي أصابهم به العذاب فقال " ذلك " يعني وذلك العذاب
" بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات " يعني بالأمر والنهي ويقال " بالبينات " يعني بالدلائل والحجج
" فقالوا أبشر يهدوننا " يعني آدميا مثلنا يرشدنا ويأتينا بدين غير دين آبائنا " فكفروا " يعني جحدوا بالرسل والكتاب " وتولوا " يعني أعرضوا عن الإيمان
" واستغنى الله " الله تعالى عن إيمانهم
" والله غني " أي عن إيمان العباد " حميد " في فعاله يقبل اليسير ويعطي الجزيل
سورة التغابن ٧ - ٩
ثم قال عز وجل " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا " يعني مشركي العرب زعموا أن لن يبعثوا بعد الموت
" قل " يا محمد ﷺ " بلى وربي لتبعثن "
فهذا قسم أقسم أنهم يبعثون بعد الموت
" ثم لتنبؤن بما عملتم " يعني تخبرون بما عملتم في دار الدنيا ويجزون على ذلك
ثم قال " وذلك على الله يسير " يعني البعث والجزاء على الله هين
قوله تعالى " فآمنوا بالله ورسوله " يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى وصدقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
" والنور الذي أنزلناه " يعني صدقوا بالقرآن الذي نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم