٤٣٩
له مخرجا ) يعني المراجعة
" ويرزقه من حيث لا يحتسب " يعني في شأن المراجعة
ويقال " يجعل له مخرجا " يعني ينجو من ظلمات يوم القيامة ويرزقه الجنة
ووجه آخر أن من اتقى الله عند الشدة وصبر يجعل له مخرجا من الشدة " ويرزقه من حيث لا يحتسب " يعني يوسع عليه من الرزق
وقال مسروق " يجعل له مخرجا " قال مخرجه أن يعلم أن الله هو يرزقه وهو يمنحه ويعطيه لأنه هو الرازق وهو المعطي وهو المانع
كما قال الله تعالى " هل من خلق غير الله يرزقكم " [ فاطر ٣ ] الآية
ثم قال عز وجل " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " يعني من يثق بالله في الرزق " فهو حسبه " يعني الله كافيه
وروى سالم بن أبي الجعد أن رجلا من أشجع أسره العدو فجاء أبوه إلى النبي ﷺ فشكا إليه فقال ( اصبر )
فأصاب ابنه غنيمة فجاء بها جبريل عليه السلام بهذه الآية " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
وعن عبد الله بن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله ﷺ فقال يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت الأم فما تأمرني فقال ( آمرك وإياها أن تستكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )
فرجع إلى منزله فقالت له بماذا أمرك رسول الله ﷺ فقال بكذا
فقالت نعم ما أمرك به
فجعلا يقولان ذلك فخرج ابنه بغنم كثير فنزل قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " يعني من يثق الله في الشدة يجعل له مخرجا من الشدة
ويقال المخرج على وجهين أحدهما أن يخرجه من تلك الشدة والثاني أن يكرمه فيها بالرضا والصبر
ثم قال " إن الله بالغ أمره " يعني قاضيا أمره
قرأ عاصم في رواية حفص " بالغ أمره " بغير تنوين بكسر الراء على الإضافة والباقون " بالغ " بالتنوين " أمره " بالنصب نصبه بالفعل يعني يمضي أمره في الشدة والرخاء أجلا ووقتا
ثم قال " قد جعل الله لكل شيء " يعني جعل لكل شيء من الشدة والرخاء " قدرا " أجلا ووقتا لا يتقدم ولا يتأخر
سورة الطلاق ٤ - ٥
قوله تعالى " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم "
قال ابن عباس لما نزل قوله


الصفحة التالية
Icon