٤٤٠
" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء " [ البقرة ٢٢٨ ] قال معاذ بن جبل يا رسول الله لو كانت المرأة آيسة لا تحيض كيف تعتد فنزل " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم " والآيسة أن تبلع ستين سنة ويقال خمسين سنة
" إن ارتبتم " إن شككتم في عدتهن " فعدتهن ثلاثة أشهر " فقام رجل آخر فقال لو كانت صغيرة كيف عدتها وقام آخر فقال لو كانت حاملا كيف عدتها فنزل " واللائي لم يحضن " يعني المرأة التي لم تحض فعدتها ثلاثة أشهر مثل عدة الآيسة
" وأولات الأحمال أجلهن " يعني عدتهن " أن يضعن حملهن " وقال عمر رضي الله عنه لو وضعت ما في بطنها وزوجها على سريره قبل أن يدلى في حفرته لانقضت عدتها وحلت للأزواج
وروى الزهري عن عبيد الله عن أبيه أن سبيعة بنت الحارث قد وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين يوما أو شهر فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال لها أي بعلك أتريدين أن تتزوجي فقالت نعم
قال لا حتى يأتي عليك أربعة أشهر وعشر
فأتت النبي ﷺ فقال لها ( قد حللت للزواج ) يعني انقضت عدتك
ثم قال " ومن يتق الله " يعني يصبر على طاعة الله تعالى " يجعل له من أمره يسرا " يعني ييسر عليه أمره ويوفقه ليعمل على طاعة الله تعالى ويعصمه عن معاصيه
ثم قال عز وجل " ذلك أمر الله " يعني هذا الذي ذكره حكم الله وفريضته
" أنزله إليكم " يعني أنزله في القرآن على نبيكم
" ومن يتق الله " يعني ويعمل بأحكامه وفريضته " يكفر عنه سيئاته " في الدنيا " ويعظم له أجرا " يعني ثوابا في الجنة
قرأ نافع وابن عامر " نكفر عنه " بالنون والباقون بالياء ومعناهما يرجع إلى شيء واحد
سورة الطلاق ٦ - ٧
ثم رجع إلى ذكر المطلقات فقال عز وجل " أسكنوهن من حيث سكنتم " يعني أنزلوهن من حيث تسكنون فيه
" من وجدكم " يعني من سعتكم
والوجد القدرة والغنى ويقال افتقر فلان بعد وجده
ثم قال " ولا تضاروهن " يعني لا تظلموهن
" لتضيقوا عليهن " في النفقة والسكنى
" وإن كن أولات حمل " يعني إن كن المطلقات ذوات حمل " فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " وقد أجمعوا أن المطلقة إذا كانت حاملا فلها النفقة وأما إذا لم تكن حاملا فإن كان