٤٤
آذانا وإنما أخشى أن لا يقتل محمد وترجع أنت وأقتل أنا
قال لكم ما في التوراة إن لم يقتل محمدا في هذا الغور لأدخلن معكم حصنكم فيصيبني ما أصابكم
فنقض الحلف وشق الصحيفة فقدم نعيم بن مسعود المدينة وكان تاجرا يقدم من مكة فقال يا محمد شعرت أن بني قريظة نقضوا الحلف الذي كان بينك وبينهم فقال النبي ﷺ ( لعلنا نحن أمرناهم بذلك )
فقال عمر إن كنت أمرتهم بذلك وإن كنت تأمرهم بذلك فقتالهم علينا هين
فقال ما أنا بكذاب ولكن الحرب خدعة
ونعيم لم يسلم ذلك اليوم
فبعث النبي ﷺ سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة إلى كعب بن الأشرف يناشدوه الله الحلف الذي كان بينهم وأن يرجعوا إلى ما كانوا عليه من قبل
فأبى كعب بن الأشرف وجرى بينهم كلام
وسب سعد بن معاذ فقال أسيد بن حضير أتسب سيدك معاذا يا عدو الله ما هو لك بكفؤ
فقال سعد اللهم لا تميتني حتى أشفي نفسي منهم فرجعوا إلى رسول الله ﷺ فحدثوه الحديث
فانطلق نعيم بن مسعود إلى أبي سفيان فقال يا أبا سفيان والله ما كذب محمد قط كذبة أخبرني أنه أمر بنقض الحلف بينه وبين بني قريظة
فقال سلمان الفارسي يا رسول الله إنا كنا بأرض فارس إذا تخوفنا الجنود خندقنا على أنفسنا فهل لك أن تخندق خندقا فخرج رسول الله ﷺ مع أهل المدينة وخندق وأخذ المعول بيده فضرب لكي يقتدي الناس به فضرب ضربة فأبرق برقة حتى ظهر ضوء بضربته
ثم ضرب ضربة أخرى فأبرق برقة ثم ضرب الثالثة فقال سلمان لقد رأيت أمرا عجيبا
لقد رأيت ذلك قال نعم
فقال النبي ﷺ ( لقد رأيت بالأولى قصور الشام وبالثانية قصور كسرى وبالثالثة قصور اليمن
فهذه فتوح يفتح الله عليكم )
فقال ناس من المنافقين يعدنا أن تفتح الشام وأرض فارس واليمن
وما يستطيع أحد منا أن يذهب إلى الخلاء ما يعدنا إلا غرورا
فمكث الجنود حول المدينة بضعة عشرة ليلة فأرسل عيينة بن حصن الفزاري والحرث بن عوف إلى رسول الله ﷺ إنك إن أعطيتنا تمر المدينة هذه السنة نرجع عنك بغطفان وكنانة ونخلي بينك وبين قومك فتقاتلهم
فقال النبي ﷺ ( لا )
فقال فنصف ذلك التمر
قال ( نعم )
وكان عند النبي ﷺ سعد بن معاذ وهو سيد الأوس وسعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لرسول الله ﷺ عيينة بن حصين والحارث بن عوف لرسول الله ﷺ اكتب لنا كتابا
فدعى بصحيفة ليكتب بينهم
فقال سعد بن معاذ وسعد بن عبادة يا رسول الله أوحي إليك في هذا الشيء فقال ( لا ولكنني رأيت العرب رمتكم من قوس واحدة
فقلت أرد


الصفحة التالية
Icon