٤٤٥
وروى ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عباس قال كان رسول الله ﷺ شرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت له إني أجد منك ريحا
ثم دخل على حفصة فقالت إني أجد منك ريحا
قال أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فنزل " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك "
ثم قال " قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم " يعني أوجب عليكم كفارة أيمانكم
" والله مولاكم " يعني ناصركم وحافظكم " وهو العليم " بما قالت حفصة لعائشة في أمر مارية
" الحكيم " حكم بكفارة اليمين
سورة التحريم ٣ - ٥
ثم قال عز وجل " وإذ أسر النبي " يعني أخفى النبي " إلى بعض أزواجه حديثا " يعني كلاما
" فلما نبأت به " يعني أخبرت بذلك الخبر حفصة عائشة " وأظهره الله عليه " يعني أظهر الله قولها لرسوله الله ﷺ فدعا رسول الله ﷺ حفصة فأخبرها ببعض ما أخبرت عائشة ولم يخبرها عن الجميع فذلك قوله " عرف بعضه وأعرض عن بعض " يعني سكت عن بعض
ومن هذا قيل إن الكريم لا يبالغ في العتاب
قرأ الكسائي " عرف " بالتخفيف يعني جازاها ببعضه والباقون " عرف " بالتشديد يعني عرف حفصة
" فلما نبأها به " يعني لما أخبر النبي ﷺ بذلك الخبر حفصة " قالت من أنبأك هذا " يعني من أخبرك بهذا
" قال نبأني " يعني أخبرني " العليم الخبير "
قوله عز وجل " إن تتوبا إلى الله " يعني عائشة وحفصة " فقد صغت قلوبكما " يعني مالت قلوبكما عن الحق
وذكر عن الفراء أنه قال معناه إن لا تتوبا إلى الله " فقد صغت قلوبكما " عن الحق ويقال فيه مضمر ومعناه إن تتوبا إلى الله تعالى يقبل الله توبتكما ويقال معناه إن تتوبا إلى الله " فقد صغت قلوبكما " يعني مالت إلى الحق
وروى الزهري عن عبد الله بن عباس قال كنت مع عمر حين حج فلما كنا في بعض الطريق نزل في موضع فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان قال الله تعالى " إن تتوبا إلى الله " فقال عمر رضي الله عنه واعجبا لك يا ابن عباس
قال الزهري كأنه كره ما سأله عنه ولم يكتمه
قال هي حفصة وعائشة ثم قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفقن نساؤنا يتعلمن من نسائهم
فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي


الصفحة التالية
Icon