٤٤٦
تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فدخلت على حفصة فذكرت لها فقالت نعم
فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله ﷺ لا تراجعي رسول الله ﷺ ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك
قال وكان لي جار من الأنصار يأتيني بخبر الوحي وأتاه بمثل ذلك
فأتاني يوما فناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم
فقلت ماذا قال طلق النبي ﷺ نساءه فقلت خابت حفصة وخسرت
فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت أطلقكن رسول الله ﷺ قالت لا أدري هو ذا معتزلا في هذه المشربة
فأتيته فدخلت فسلمت عليه فإذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت نساءك يا رسول الله قال لا
فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم
فتبسم رسول الله ﷺ وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجودته حتى نزل " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " إلى قوله تعالى " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما "
ثم قال " وإن تظاهرا عليه " يعني تعاونا على أذاه ومعصيته فيكون مثلكما كمثل امرأة نوح وامرأة لوط تعملان عملا تؤذيان بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ عاصم وحمزة والكسائي " تظاهرا " بالتخفيف وقرأ نافع وأبو عمرو بالتشديد وكذلك ابن كثير وابن عامر في إحدى الروايتين لأن أصله تتظاهران
" فإن الله هو مولاه " يعني وليه وناصره
" وجبريل وصالح المؤمنين " يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وأصحابه رضي الله عنهم ينصرونه
قال حدثنا الفقيه ابن جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن حمدان قال حدثنا أحمد بن جرير قال حدثنا سعيد بن هشام قال حدثنا هشام بن عبد الملك عن محمد بن أبان عن عبد الله بن عثمان عن عكرمة في قوله " وصالح المؤمنين " قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال عبد الله فذكرت ذلك لسعيد بن جبير قال صدق عكرمة
ويقال " صالح المؤمنين " يعني خيار أصحابه
ثم قال " والملائكة بعد ذلك ظهير " يعني الملائكة أيضا أنصار النبي ﷺ " بعد ذلك " يعني مع ذلك أعوان النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال تعالى " عسى ربه إن طلقكن " فخوفهن الله تعالى بفراق النبي ﷺ إياهن و " عسى " من الله واجب " إن طلقكن " عسى ربه " أن يبدله أزواجا "
قرأ نافع وأبو عمرو " يبدله " بتشديد الدال والباقون بالتخفيف ومعناهما واحد يقال
بدل وأبدل
" خيرا منكن مسلمات " يعني مستسلمات لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ويقال " مسلمات " يعني معينات
ثم قال " مؤمنات " يعني مصدقات في إيمانهن " قانتات " يعني مطيعات لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم