٤٤٧
" تائبات " يعني راجعات عن الذنوب " عابدات " يعني موحدات مطيعات " سائحات " يعني صائمات
وقال أهل اللغة إنما سمي الصائم سائحا لأن الذي يسيح للعبادة لا زاد معه يمضي نهاره لا يطعم شيئا ولذلك سمي الصائم سائحا " ثيبات وأبكارا "
الثيبات جمع الثيب والأبكار جمع البكر
وهن العذارى
ويقال هذا وعد من الله تعالى للنبي ﷺ بأن يزوجه في الجنة بالثيب والثيب هي آسية امرأة فرعون والبكر هي مريم أم عيسى عليه السلام وهي ابنة عمران تكون وليته في الجنة ويجتمع عليها أهل الجنة فيزوج الله تعالى هاتين المرأتين من محمد صلى الله عليه وسلم
سورة التحريم ٦ - ٨
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم " يعني بعدوا أنفسكم عن النار بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
" وأهليكم " يعني وقوا أهليكم " نارا " بتعليمهم ما ينجيهم منها
وقال قتادة مروهم بطاعة الله تعالى وانهوهم عن معصية الله
وقال مجاهد يعني أوصوا أهليكم بتقوى الله ويقال أدبوهم وعلموهم خيرا تقوهم بذلك نارا " وقودها " يعني حطبها
والوقود ما توقد به النار يعني حطبها " الناس " إذا صاروا إليها
وحطبها " والحجارة " قبل أن يصير الناس إليها وهي حجارة الكبريت
ثم قال " عليها ملائكة غلاظ شداد " يعني على النار ملائكة موكلين " غلاظ شداد " يعني أقوياء يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون " يعني ليسوا كأعوان ملوك الدنيا يمتنعون بالرشوة ولكن يفعلون " ما يؤمرون " يعني لا يفعلون غير ما أمرهم الله تعالى
قوله عز وجل " يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم " يعني يقول لهم الملائكة يوم القيامة حين يعتذرون " لا تعتذروا اليوم " يعني لا يقبل منكم العذر
" إنما تجزون ما كنتم تعملون " يعني تعاقبون بما كنتم تعملون في الدنيا من المعاصي
ثم أمر المؤمنين بالتوبة عن الذنوب
فقال ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) يعني صادقا في توبته ويقال تنصحون لله فيها من غير مداهنة