٤٤٨
وروى سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التوبة النصوح فقال هو الرجل يتوب من عمل السوء ثم لا يعود إليه أبدا
وروي عن ابن عباس أنه قال توبة النصوح الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإضمار أن لا يعود إليها
قرأ نافع وعاصم في إحدى الروايتين " توبة نصوحا " بضم النون والباقون بالنصب
فمن قرأ بالنصب فهو صفة التوبة يعني توبة بالغة في النصح كما يقال رجل صبور وشكور وشكور
ومن قرأ بالضم يعني ينصحوا بها نصوحا كما يقال نصحت له نصحا ونصوحا
ثم قال " عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم " يعني يغفر لكم ما مضى من ذنوبكم إن تبتم
" ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي " صار اليوم نصبا لنزع الخافض يعني يكفر عنكم في يوم لا يخزي الله النبي
قال الكلبي يوم لا يعذب الله النبي " والذين آمنوا معه " ويقال يوم لا يخزيه فيما أراد من الشفاعة
وغيره وتم الكلام
ثم قال تعالى " والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم " يعني على الصراط
وروى الحسن عن النبي ﷺ أنه قال ( من المؤمنين من نوره أبعد ما بيننا وبين عدن أبين ومنهم من نوره لا يجاوز قدميه ) فقال " نورهم يسعى بين أيديهم " يعني يضيء بين أيديهم
" وبأيمانهم " يعني عن أيمانهم وعن شمائلهم على وجه الإضمار
" يقولون ربنا أتمم لنا نورنا " ذلك حين طفئت أنوار المنافقين أشفق المؤمنون على نورهم ويتفكرون فيما مضى منهم من العذاب فيقولون " ربنا أتمم لنا نورنا " يعني احفظ علينا نورنا " واغفر لنا " ما مضى من ذنوبنا " إنك على كل شيء قدير " من إتمام النور والمغفرة
سورة التحريم ٩ - ١١
قوله عز وجل " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين " يعني جاهد الكفار بالسيف وجاهد المنافقين بالقول والتهديد
" وأغلظ عليهم " يعني اشدد عليهم يعني على كلا الفريقين يعني على الكفار بالسيف وعلى المنافقين باللسان
" ومأواهم جهنم " يعني إن لم يرجعوا ولم يتوبوا فمرجعهم إلى جهنم " وبئس المصير " يعني بئس القرار وبئس المرجع
قوله تعالى " ضرب الله مثلا " يعني وصف الله شبها لكفار مكة وذلك أنهم استهزؤوا