٤٥٢
بعضها فوق بعض مثل القبة " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت "
قرأ حمزة والكسائي " من تفوت " بغير ألف والباقون بالألف وهما لغتان
ويقال تفاوت الشيء وتفوت إذا اختلف يعني ما ترى في خلق الرحمن اختلافا واضطرابا ويقال ما ترى فيها من اعوجاج ولكنه مستوي
ويقال معناه ما ترى في خلق السموات من عيب وأصله من الفوت أي يفوت الشيء فيقع فيه الخلل ولكنه متصل بعضها ببعض
سورة الملك ٤ - ٦
ثم أمر بأن ينظروا في خلقه ليعتبروا به ويتفكروا في قدرته فقال عز وجل " فارجع البصر " يعني رد البصر إلى السماء
ويقال قلب البصر في السماء ويقال اجتهد بالنظر إلى السماء
" هل ترى من فطور " يعني هل ترى فيها من شقوق ويقال هل ترى فروجا أو صدوعا أو خللا " ثم ارجع البصر كرتين " يعني انظر إليها مرتين وإنما أمر بالنظر مرتين لأن الإنسان إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه ما لم ينظر فيه مرة أخرى فأخبر الله تعالى أنه وإن نظر إلى السماء مرتين لا يرى فيها عيبا بل يتحير بالنظر إليها فذلك قوله " ينقلب إليك البصر خاسئا " يعني يرجع البصر ذليلا
" وهو حسير " يعني قد أعيا تداعيا من قبل أن يرى في السماء خللا
وقال القتبي " خاسئا " أي مبعدا " وهو حسير " أي كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه قبل أن يرى شيئا من الخلل
ثم قال " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح " يعني بالنجوم والكواكب
" وجعلناها رجوما للشياطين " يعني جعلنا بعض النجوم رميا للشياطين إذا قصدوا استراق السمع
" وأعتدنا لهم " يعني للشياطين " عذاب السعير " يعني الوقود
" وللذين كفروا " يعني أعتدنا للذين جحدوا " بربهم " يعني بوحدانية الله تعالى " عذاب جهنم "
قرئ في الشاذ " عذاب جهنم " بالنصب يعني اعتدنا لهم عذاب جهنم فيصير نصبا لوقوع الفعل عليه وقراءة العامة بالضم على معنى خبر الابتداء
ثم قال " وبئس المصير " يعني المرجع
سورة الملك ٧ - ١١