٤٥٣
ثم قال عز وجل " إذا ألقوا فيها " يعني ألقوا الكفار في نار جهنم
" سمعوا لها " يعني سمعوا منها " شهيقا " يعني صوتا كصوت الحمار
" وهي تفور " يعني تغلي كغلي المرجل
" تكاد تميز من الغيظ " يعني تكاد تتفرق من غيظها على أعداء الله تعالى
" كلما ألقي فيها فوج " يعني من النار فوج يعني أمة من الأمم
" سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير " يعني رسولا يخبركم ويخوفكم " قالوا بلى " يعني يقولون بلى " قد جاءنا نذير " يعني الرسل " فكذبنا " الرسول " وقلنا " إنكم لكاذبون على الله تعالى
" ما نزل الله من شيء " أي كتابا ولا رسولا
" إن أنتم إلا في ضلال كبير " يعني قلنا لهم ما أنتم إلا في خطأ عظيم
" وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل " يعني لو كنا نسمع إلى الحق " أو نعقل " يعني نرغب في الهدى ونتفكر في الخلق
" ما كنا في أصحاب السعير " يعني مع أصحاب الوقود في النار
ويقال معناه ما كنا من أهل النار
" فاعترفوا بذنبهم " يعني أقروا بشركهم " فسحقا " يعني فبعدا من رحمة الله تعالى " لأصحاب السعير " يعني الوقود
وقال الزجاج " فسحقا " نصب على المصدر فمعناه أسحقهم الله سحقا فباعدهم من رحمته
والسحق البعد كقوله " في مكان سحيق " [ الحج ٣١ ] أي بعيد
قرأ الكسائي " فسحقا " بضم السين والحاء والباقون بضم السين وجزم الحاء وهما لغتان معناهما واحد
سورة الملك ١٢ - ١٥
ثم بين حال المؤمنين فقال عز وجل " إن الذين يخشون ربهم بالغيب " يعني يخافون الله تعالى ويخافون عذابه الذي هو " بالغيب " فهو عذاب يوم القيامة
" لهم مغفرة " يعني مغفرة لذنوبهم " وأجر كبير " يعني ثوابا عظيما في الجنة
قوله تعالى " وأسروا قولكم أو اجهروا به "
اللفظ لفظ الأمر والمراد به الخبر يعني إن أخفيتم كلامكم في أمر محمد ﷺ أو جهرتم به
" إنه عليم بذات الصدور " يعني بما في القلوب من الخير والشر
وذلك أن جماعة من الكفار كانوا يتشاورون فيما بينهم فقال بعضهم لبعض لا تجهروا بأصواتكم فإن رب محمد ﷺ يسمع فيخبره قال الله تعالى للنبي ﷺ قل لهم يا محمد " وأسروا قولكم أو اجهروا به " فإنه يعلم به
ثم أخبر بما هو أخفى من هاتين الحالتين فقال " إنه عليم بذات الصدور " يعني فكيف لا يعلم قول السر ثم قال عز وجل " ألا يعلم من خلق " يعني ألا يعلم السر من خلق السر يعني هو خلق السر في قلوب العباد فكيف لا يعلم بما في قلوب العباد
ثم قال " وهو اللطيف الخبير " يعني لطف علمه بكل شيء يعني يرى أثر كل شيء