٤٧٧
يسمعوا كلامي
" وأصروا " يعني أقاموا على الكفر والشرك " واستكبروا استكبارا " يعني تكبروا عن الإيمان تكبرا
قوله تعالى " ثم إني دعوتهم جهارا " يعني دعوتهم إلى الإيمان علانية من غير خفية " ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا " يعني خلطت دعاءهم بالعلانية بدعائهم في السر
ويقال جعلت دعاءهم بالعلانية كدعائهم في السر " فقلت استغفروا ربكم " يعني توبوا وارجعوا من ذنوبكم يعني الشرك والفواحش
" إنه كان غفارا " يعني غفارا لمن تاب من الشرك
" يرسل السماء عليكم مدرارا " يعني المطر دائما كلما احتاجوا إليه
" ويمددكم بأموال وبنين " يعني يعطيكم أموالا وأولادا " ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " يعني يجعل لكم البساتين والأنهار في الجنان
قوله تعالى " ما لكم لا ترجون لله وقارا " ما لكم لا تخافون لله عظمة في التوحيد وهو قول الكلبي ومقاتل
وقال قتادة ما لكم لا ترجون لله عاقبة ويقال ما لكم لا ترجون عاقبة الإيمان يعني الجنة
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته وقال مجاهد ما لكم لا ترجون لله عظمة وقال مجاهد ما لكم لا ترون لله عظمة " وقد خلقكم أطوارا " يعني خلقا بعد خلق وحالا بعد حال نطفة ثم علقة ثم مضغة
فمعناه ما لكم لا توحدوه وقد خلقكم " أطوارا " يعني ضروبا ويقال أراد به اختلاف الأخلاق والمناظر
سورة نوح ١٥ - ٢٠
ثم وعظهم ليعتبروا فقال عز وجل " ألم تروا كيف خلق الله " يعني ألم تنظروا فتعتبروا كيف خلق الله تعالى " سبع سموات طباقا " يعني مطبقا بعضها فوق بعض
" وجعل القمر فيهن نورا " يعني ضياء لبني آدم
وإنما قال " فيهن " أراد به سماء الدنيا لأنها إحداهن
" وجعل الشمس سراجا " يعني نورا للخلق
ويقال " جعل القمر فيهن نورا " يعني في جميع السموات لأن وجهه مضيء لأهل السموات وظهره لأهل الأرض ويقال " وجعل القمر فيهن نورا " يعني معهن نورا
ثم قال عز وجل " والله أنبتكم من الأرض نباتا " يعني خلقكم في الأرض خلقا
ويقال خلقكم من الأرض وهو آدم وأنتم من ذريته
" ثم يعيدكم فيها " يعني بعد الموت
" ويخرجكم إخراجا " يعني يخرجكم من الأرض يوم القيامة
قوله تعالى " والله جعل لكم