٤٨١
بين يديه ) [ الجن ٢٧ ] بالكسر على معنى الابتداء
وقرأ أبو عمرو وابن كثير كلها بالكسر إلا في أربعة أحرف " قل أوحي إلى أنه استمع " " وألوا استقاموا " [ الجن ١٦ ] " وأن المسجد " [ الجن ١٨ ] " وأنه لما قام عبد الله يدعوه " [ الجن ١٩ ]
قرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع في إحدى الروايتين هكذا إلا في قوله " وأنه لما قام عبد الله " وإنما اختاروا الكسر لهذه الأحرف بناء على قوله " إنا سمعنا " وقال أبو عبيدة ما كان من قول الجن فهو كسر ويكون معناه وقالوا إنه تعالى وقالوا " إنه كان يقول " وما كان محمولا على قوله " أوحي إلي " فهو نصب على معنى أوحي إلي أنه
ثم قال " وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا " يعني جاهلنا يعني إبليس لعنه الله ويقال " وإنه كان يقول سفيهنا " يعني كفرة الجن
" على الله شططا " يعني كذبا وجورا من المقال
سورة الجن ٥ - ١٠
ثم قال عز وجل " وأنا ظننا " يعني حسبنا " أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا " يعني نتوهم أن أحدا لا يكذب على الله وإلى هاهنا حكاية كلام الجن
يقول الله تعالى " وأنه كان رجال من الإنس " يعني في الجاهلية " يعوذون برجال من الجن " وذلك أن الرجل إذا نزل في فضاء من الأرض كان يقول أعوذ بسيد هذا الوادي فيكون في أمانهم تلك الليلة
" فزادوهم رهقا " يعني زادوا للجن عظمة وتكبروا ويقولوا بلغ من سؤددنا أن الجن والإنس يطلبون منا الأمان " وأنهم ظنوا كما ظننتم " يعني كفار الجن حسبوا كما حسبتم يا أهل مكة " أن لن يبعث الله أحدا " يعني بعد الموت يعني إنهم كانوا غير مؤمنين كما أنكم لا تؤمنون
ويقال إنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا يعني رسولا
فقد أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم
ثم رجع إلى كلام الجن فقال " وأنا لمسنا السماء " يعني صعدنا السماء وأتينا السماء لاستراق السمع
" فوجدناها ملئت حرسا شديدا " يعني حفاظا أقوياء من الملائكة
" وشهبا " يعني رمينا نجما متوقدا
" وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " يعني كنا نقعد فيما مضى للاستماع من الملائكة ما يقولون فيما بينهم من الكوائن
" فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا " يعني نجما مضيئا
والرصد الذي أرصد للرجم يعني النجم
وروى عبد الرزاق


الصفحة التالية
Icon