٤٨٢
عن معمر قال قلت للزهري أكان يرمىبالنجوم في الجاهلية قال نعم
قلت أفرأيت قوله " فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا " قال غلظ وشدد أمرها حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قالت الجن بعضهم لبعض " وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض " يعني يبعثه فلم يؤمنوا فيهلكوا " أم أراد بهم ربهم رشدا " يعني خيرا وصوابا فيؤمنوا ويهتدوا
ويقال لا ندري أخيرا أريد بأهل الأرض أو الشر حين حرست السماء ورمينا بالنجوم ومنعنا السمع ويقال أريد عذابا بمن في الأرض بإرسال الرسول بالتكذيب له أو أراد بهم ربهم خيرا ببيان الرسول لهم هدى وبيانا
سورة الجن ١١ - ١٧
ثم قال عز وجل " وأنا منا الصالحون " يعني الموحدين والمسلمين
" ومنا دون ذلك " يعني ليسوا بموحدين
" كنا طرائق قددا " يعني فينا أهواء مختلفة وملل شتى
وقال القتبي يعني فرقا مختلفة وكل فرقة قدة مثل القطعة في التقدير والطرائق جمع الطريق
قوله تعالى " وأنا ظننا " يعني علمنا وأيقنا " أن لن نعجز الله في الأرض " يعني لا يفوت أحد من الله تعالى أي لا يفوت من حكم الله تعالى
" ولن نعجزه هربا " لا نقدر على الهرب منه
قال الله عز وجل " وأنا لما سمعنا الهدى " يعني القرآن يقرؤه محمد ﷺ " آمنا به " يعني يعني صدقنا بالقرآن ويقال بالنبي ﷺ ويقال صدقنا بالله تعالى " فمن يؤمن بربه " قال بعضهم هذا من كلام الله تعالى للنبي ﷺ فمن يصدق بوحدانية الله تعالى " فلا يخاف بخسا " يعني نقصانا من ثواب عمله " ولا رهقا " يعني ذهاب عمله كقوله تعالى " فلا يخاف ظلما ولا هضما " [ طه ١١٢ ] ويقال هذا كلام الجن بعضهم لبعض " فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا "
والرهق الظلم أن يجعل ثواب عمله لغيره
والبخس النقصان من ثواب عمله
قوله تعالى " وأنا منا المسلمون " يعني المصدقين بوحدانية الله تعالى " ومنا القاسطون " يعني العادلين عن طريق الهدى
ويقال " القاسطون " يعني الجائزين
يقال قسط الرجل إذا جار وأقسط إذا عدل
كقوله تعالى " إن الله يحب المقسطين "