٤٨٣
ثم قال " فمن أسلم " يعني أقر بوحدانية الله تعالى وأخلص التوحيد له " فأولئك تحروا رشدا " يعني نووا وتمنوا وقصدوا ثوابا
ثم قال عز وجل " وأما القاسطون " يعني العادلين عن الطريق الجائرين " فكانوا لجهنم حطبا " يعني وقودا
قال الله تعالى " وأن لو استقاموا على الطريقة "
قال مقاتل لو استقاموا على طريقة الهدى يعني أهل مكة " لأسقيناهم ماء غدقا " يعني كثيرا من السماء كقوله " ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " [ الأعراف ٩٦ ]
ثم قال عز وجل " لنفتنهم فيه " يعني لكي نبتليهم بالخصب قال الكلبي لو استقاموا على طريقة الكفر كلهم كانوا كفارا " لأسقيناهم ماء غدقا " يعني لأعطيناهم ماء كثيرا " لنفتنهم فيه " لنبتليهم به كقوله " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة " [ الزخرف ٣٣ ] الآية
وقال قتادة " وأن لو استقاموا على الطريقة " يعني آمنوا لوسع الله عليهم الرزق
وقال القتبي هذا مثل ضربه الله تعالى للزيادة في أموالهم ومواشيهم كقوله " ولولا أن يكون الناس "
ثم قال " ومن يعرض عن ذكر ربه " يعني توحيد ربه ويقال يكفر بمحمد ﷺ والقرآن " يسلكه عذابا صعدا " يعني يكلفه الصعود على جبل أملس
وقال مقاتل " عذابا صعدا " أي شدة العذاب
وقال القتبي يعني شاقا وقال قتادة صعودا من عذاب الله تعالى لا راحة فيه
سورة الجن ١٨ - ٢٣
ثم قال عز وجل " وأن المساجد لله "
قال الحسن يعني الصلاة لله تعالى وقال قتادة كانت اليهود والنصارى يدخلون كنائسهم ويشركون بالله تعالى فأمر الله تعالى نبيه ﷺ أن يخلص الدعوة له إذا دخل المسجد
وقال القتبي قوله " وأن المساجد لله " يعني السجود لله
ويقال هي المساجد بعينها يعني بنيت المساجد ليعبدوا الله تعالى فيها
" فلا تدعوا مع الله أحدا " يعني لا تعبدوا أحدا غير الله تعالى
قرأ حمزة والكسائي وعاصم " يسلكه " بالياء والباقون بالنون ومعناهما واحد يقال سلكت الخيط في الإبرة وأسلكته إذا أدخلته
قوله عز وجل " وأنه لما قام عبد الله " يعني محمدا ﷺ لما قام إلى الصلاة ببطن نخلة


الصفحة التالية
Icon