٤٨٨
ثم بين ما لهم من العقوبة يوم القيامة فقال عز وجل " إن لدينا " يعني إن عندنا " أنكالا " يعني قيودا في الآخرة ويقال عقوبة من ألوان العذاب " وجحيما " ما عظم من النار " وطعاما ذا غصة وعذابا أليما " يعني ذا شوك يستمسك في الحلق لا يدخل ولا يخرج فيبقى في الحلق ومع ذلك لهم عذاب أليم
سورة المزمل ١٤ - ٢٠
ثم قال الله تعالى " يوم ترجف الأرض والجبال " يعني تتحرك وتتزلزل صار اليوم منصوبا لنزع الخافض يعني هذه العقوبة في يوم ترجف " الأرض والجبال " " وكانت " يعني وصارت " الجبال كثيبا مهيلا " يعني صارت الجبال رملا سائلا وهو كقوله " فكانت هباء منثورا "
ثم قال عز وجل " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم " يعني محمدا ﷺ يشهد عليكم بتبليغ الرسالة " كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " يعني موسى بن عمران " فعصى فرعون الرسول " يعني كذبه ولم يقبل قوله " فأخذناه أخذا وبيلا " يعني عاقبناه عقوبة شديدة وهو الغرق فهذا تهديد لهم يعني إنكم إن كذبتموه فهو قادر على عقوبتكم
قوله عز وجل " فكيف تتقون إن كفرتم " يعني تنجون " يوما " في الآخرة إن كفرتم في الدنيا ويقال فيه تقديم ومعناه إن كفرتم في الدنيا كيف تحذرون " يوما " وتنجون
" يوما يجعل الولدان شيبا " وهذا على وجه المثل لأن يوم القيامة لا يكون فيه ولدان " يجعل الولدان شيبا " يعني يوم القيامة يشيب الولدان يعني من هيبته يشيب الصبيان ولكن معناه أن هيبة ذلك اليوم بحال لو كان هناك صبي يشيب رأسه من الهيبة ويقال هذا وقت الفزع قبل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق
ثم قال عز وجل " السماء منفطر به " يعني انشقت السماء من هيبة الرحمن " كان وعده مفعولا " يعني كائنا في البعث