٤٩٣
الله ﷺ وقال لي مال ممدود ولي عشرة من البنين فلا يزال يزداد مالي وبني فنزل " ثم يطمع أن أزيد " يعني أن أزيده وهو يعصيني " كلا " وهو رد عليه يعني لا أزيد فما ازداد ماله بعد ذلك ولا ولده ولكن أخذ في النقصان فهلك عامة ماله وولده " إنه كان لآياتنا عنيدا " يعني مكذبا معرضا عنها معاندا
ثم قال عز وجل " سأرهقه صعودا " يعني يكلف في النار صعود جبل من صخرة ملساء في الباب الخامس يسمى سقر فإذا بلغ رأس العقبة دخل دخان في حلقه فيخرج من جوفه ما كان في جوفه من الأمعاء
فإذا سقط في أسفل العقبة سقي من الحميم فإذا بلغ أعلاه انحط منه إلى أسفله من مسيرة سبعين سنة
وقال مجاهد " سأرهقه صعودا " يعني مشقة من العذاب
وقال الزجاج سأحمله على مشقة من العذاب ويقال سأكلفه الصعود على عقبة شاقة والصعود والكؤود بمعنى واحد
ثم ذكر خبث أفعاله التي يستوجب بها العقوبة فقال " إنه فكر وقدر " يعني إنه فكر في أمر محمد ﷺ وقدر في أمره وقال إنه ساحر
يقول الله عز وجل " فقتل كيف قدر " يعني لعن كقوله " قتل الخراصون " [ الذاريات ١٠ ] " ثم قتل كيف قدر " وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة ليدبروا في أمر محمد ﷺ وقالوا هذه أيام الموسم والناس مجتمعون وقد فشا قول هذا الرجل في الناس وهم سائلون عنه فماذا تجيبون وتردون عليهم فقالوا نقول إنه مجنون فقال بعضهم إنهم يأتونه ويكلمونه فيجدونه فصيحا عاقلا فيكذبونكم فقالوا نقول إنه شاعر قال بعضهم هم العرب وقد رأوا الشعراء وقوله لا يشبه الشعر فيكذبونكم قالوا نقول إنه كاهن
قال بعضهم إنهم لقوا الكهان وإذا سمعوا قوله وهو يستثني في كلامه المستقبل فيكذبونكم
ففكر الوليد بن المغيرة ثم أدبر عنهم ثم رجع إليهم وقال فكرت في أمره فإذا هو ساحر يفرق بين المرء وزوجه وأقربائه فاجتمع رأيهم على أن يقولوا إنه ساحر فنزل " فقتل كيف قدر " يعني كيف قدر بمحمد ﷺ بالسحر " ثم قتل " يعني لعن مرة أخرى اللعنة على أثر اللعنة " كيف قدر " هذا التقدير الذي قال للكفرة إنه ساحر
" ثم نظر " يعني ثم نظر في أمر محمد ﷺ " ثم عبس " يعني عبس وجهه أي كلح وتغير لون وجهه
وقال الزجاج " ثم عبس " أي عبس وجهه " وبسر " أي نظر بكراهة شديدة " ثم أدبر " يعني أعرض عن الإيمان " واستكبر " يعني تكبر عن الإيمان ثم قال " إن هذا إلا سحر يؤثر " يعني تأثره من صاحب اليمامة يعني يرويه عن مسيلمة الكذاب
ويقال معناه ما هذا الذي يقول إلا سحر يرويه عن جبر ويسار ويقال عن أهل بابل " إن هذا إلا قول البشر " يعني ما هذا القرآن إلا قول الآدمي
سورة
المدثر ٢٦ - ٢٩


الصفحة التالية
Icon