٤٩٤
سورة المدثر ٣٠ - ٣١
قال الله تعالى " سأصليه سقر " يعني سأدخله سقر
قال مقاتل يعني الباب الخامس وقال الكلبي هو اسم من أسماء النار " وما أدراك ما سقر " تعظيما لأمرها
ثم بين حالها قال " لا تبقي ولا تذر " يعني لا تبقي لحما إلا أكلته ولا تذرهم إذا أعيدوا فيها خلقا جديدا
ويقال " لا تبقي ولا تذر " يعني لا تميت ولا تحيي ويقال لا تبقى اللحم ولا العظم ولا الجلد إلا أحرقته ولا تذر لحما ولا عظما ولا جلدا أي لا تدعه محرقا بل تجدده خلقا جديدا
ثم قال عز وجل " لواحة للبشر " يعني حراقة للأجساد شواهة للوجوه نزاعة للأعضاء وأصله في اللغة التسويد ويقال لاحته الشمس إذا غيرته وذلك أن الشيء إذا كان فيه دسومة فإذا أحرق اسود
ثم قال " عليها تسعة عشر " يعني على النار تسعة عشر من الملائكة مسلطون من رؤساء الخزنة وأما الزبانية فلا يحصى عددهم كما قال في سياق الآية " وما يعلم جنود ربك إلا هو "
وإنما أراد بالتسعة عشر مالكا ومعه ثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف ويخرج لهب النار من أفواههم نزعت منهم الرأفة غضاب على أهلها يدفع أحدهم سبعين ألفا
فلما نزلت هذه الآية قال الوليد بن المغيرة لعنه الله أنا أكفيكم خمسة منهم وكل ابن لي يكفي واحدا منهم وسائر أهل مكة يكفوا أربعة منهم
وقال رجل من المشركين وكان له قوة وأن أكفيكموهم وحدي أدفع عشرة بمنكبي هذا وتسعة بمنكبي الأيسر فألقيهم في النار حتى يحترقوا وتجوزون حتى تدخلوا الجنة فنزلت هذه الآية " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " يعني ما سلطنا أعوان النار إلا ملائكة زبانية غلاظ شداد لا يغلبهم أحد " وما جعلنا عدتهم " يعني ما ذكرنا قلة عددهم وهم تسعة عشر " إلا فتنة للذين كفروا " يعني بلية لهم " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " وذلك أن أهل الكتاب وجدوا في كتابهم أن مالكا رئيسهم وثمانية عشر من الرؤساء فبين لهم أنما يقوله النبي ﷺ يقوله بالوحي " ويزداد الذين آمنوا إيمانا " حتى تصديقا وعلما " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب " يعني يعلموا أنه حق وعدتهم كذلك " والمؤمنون " أيضا لا يشكون في ذلك " وليقول الذين في قلوبهم مرض " يعني المنافق " والكافرون " يعني المشركين " ماذا أراد الله بهذا مثلا " يعني يذكر خزنة جهنم تسعة عشر